صفحة جزء
255 - وحدثنا أبو بكر ابن أبي داود ، قال : حدثنا يزيد بن عبد الصمد ، قال : حدثنا آدم - يعني : ابن أبي إياس - ، قال : حدثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية في قول الله تعالى : ( أولئك الذين صدقوا ) يقول : " تكلموا بكلام الإيمان ، وحققوه بالعمل " .

قال الربيع بن أنس : وكان الحسن يقول : " الإيمان كلام ، وحقيقته [ ص: 635 ] العمل ، فإن لم يحقق القول بالعمل ، لم ينفعه القول " .

قال محمد بن الحسين :

وكذا ذكر الله تعالى المتقين في كتابه في غير موضع ودخولهم الجنة ، فقال : ( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ) .

وهذا في القرآن كثير ، يطول به الكتاب لو جمعته ؛ مثل قوله في الزخرف : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) إلى قوله : ( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ) .

ومثل قوله في سورة ق ، وفي الذاريات ، والطور مثل قوله : ( إن المتقين في جنات ونعيم * فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم * كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون ) .

وقال تعالى في سورة المرسلات : ( إن المتقين في ظلال وعيون * [ ص: 636 ] وفواكه مما يشتهون * كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون ) .

قال محمد بن الحسين :

كل هذا يدل العاقل على أن الإيمان ليس بالتحلي ، ولا بالتمني ، ولكن ما وقر في القلوب ، وصدقته الأعمال كذا قال الحسن وغيره .

وأنا بعد هذا أذكر ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن جماعة من الصحابة وعن كثير من التابعين أن الإيمان تصديق بالقلب ، وقول باللسان وعمل بالجوارح ، ومن لم يقل عندهم بهذا فقد كفر .

التالي السابق


الخدمات العلمية