صفحة جزء
320 - أخبرنا الفريابي بذلك ، قال : حدثنا خلف بن محمد الواسطي - المعروف بكردوس - ، قال : حدثنا يعقوب بن محمد ، قال حدثنا الزبير بن حبيب ، عن زيد بن أسلم أنه قال هذا .

[ ص: 729 ] قال محمد بن الحسين :

وصدق زيد بن أسلم ، ونحن نزيد على ما قاله زيد بن أسلم مما قالته الأنبياء مما هو حجة على أهل القدر ، ومما قاله أهل النار بعضهم لبعض مما فيه حجة على القدرية .

فأول ما أبتدئ بذكره هاهنا بعد ذكرنا لما مضى زيادة على ما قال زيد بن أسلم ؛ ذكرنا عن الله تعالى ما قاله ، مما يفتضح به أهل القدر ونذكر ما قالته الأنبياء مما هو رد على أهل القدر الذين خطا بهم عن طريق الحق ، والذين قد لعب بهم الشيطان ، واستحوذ عليهم ، وخالفوا سبيل المؤمنين .

قال الله تعالى في قوم أشقاهم وأضلهم عن طريق الحق ، فقال جل ذكره : ( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون ) .

[ ص: 730 ] قال محمد بن الحسين :

هكذا القدري ، يقال له : قال الله كذا ، وقال كذا ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : كذا ، وقال كذا ، وقالت الأنبياء كذا ، وقالت صحابة نبينا كذا ، وقالت أئمة المسلمين كذا ، فلا يسمع ولا يعقل إلا ما هو عليه من مذهبه الخبيث ، أعاذنا الله وإياكم من سوء مذهبهم ، ورزقنا وإياكم التمسك بالحق ، وثبت قلوبنا على شريعة الحق ، إنه ذو فضل عظيم ، وأعاذنا من زيغ القلوب ، فإن المؤمنين قد علموا أن قلوبهم بيد الله ، يزيغها إذا شاء عن الحق ، ويهديها إذا شاء إلى الحق ، ومن لم يؤمن بهذا كفر .

قال الله تعالى فيما أرشد أنبياءه إليه والمؤمنين من الدعاء ، أرشدهم في كتابه أن يقولوا : ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية