صفحة جزء
435 - وأخبرنا الفريابي ، قال : حدثنا إسحاق بن راهويه ، قال : أخبرنا [ ص: 859 ] حكام بن سلم الرازي ، قال : حدثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع ابن أنس . عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب في قوله تعالى : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ) إلى قوله تعالى ( أفتهلكنا بما فعل المبطلون ) . قال : جمعهم له يومئذ جميعا ما هو كائن إلى يوم القيامة ، ثم جعلهم أرواحا ، ثم صورهم واستنطقهم وتكلموا ، وأخذ عليهم العهد والميثاق : ( وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين * أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ) ، قال : فإني أشهد عليكم السماوات السبع والأراضين السبع ، وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ، فلا تشركوا بي شيئا ، فإني أرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي ، وأنزل عليكم كتبي ، فقالوا : نشهد إنك ربنا [ ص: 860 ] وإلهنا ، لا رب لنا غيرك ، ولا إله لنا غيرك ، ورفع لهم أبوهم آدم ، فنظر إليهم ، فرأى فيهم الغني والفقير ، وحسن الصورة ، ودون ذلك ، فقال : يا رب لو شئت سويت بين عبادك ، فقال : إني أحب أن أشكر ، ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج ، وخصوا بميثاق آخر في الرسالة والنبوة ، فذلك قوله تعالى : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح ) . . . الآية .

وهو قوله : ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ) وذلك قوله : ( هذا نذير من النذر الأولى ) ، وهو قوله تعالى : ( وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ) ، وهو قوله تعالى : ( ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ) . . . .

فكان في علمه تعالى يوم أقروا به من يكذب به ، ومن يصدق به ، فكان روح عيسى بن مريم عليه السلام في تلك الأرواح التي أخذ عليها العهد والميثاق في زمن آدم عليه السلام ، فأرسل ذلك الروح إلى مريم عليها السلام حين انتبذت من أهلها مكانا شرقيا : ( فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ) إلى قوله تعالى : ( وكان أمرا [ ص: 861 ] مقضيا * فحملته ) قال : فحملت التي خاطبها ، وهو روح عيسى عليه السلام ) .

قال إسحاق : قال حكام : وحدثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب قال : " دخل من فيها " .

التالي السابق


الخدمات العلمية