صفحة جزء
552 - أخبرنا الفريابي ، قال : حدثنا محمد بن مصفى ، قال : حدثنا بقية ، قال : حدثني محمد بن نافع الثقفي ، عن محمد بن عبيد بن أبي عامر المكي قال : لقيت غيلان بدمشق مع نفر من قريش ، فسألوني ، أن أكلمه ، فقلت له : اجعل لي عهد الله وميثاقه ألا تغضب ولا تجحد ولا تكتم ، قال : فقال : ذلك لك ، فقلت : نشدتك الله ، هل في السماوات والأرض شيء قط من خير أو شر لم يشأه الله ، ولم يعلمه حتى كان ؟ قال غيلان : اللهم لا . قلت : فعلم الله تعالى بالعباد كان قبل أو [ بعد ] أعمالهم ؟ قال غيلان : بل علمه كان قبل أعمالهم . قلت : فمن أين كان علمه بهم ؟ من دار كانوا فيها قبله ، جبلهم في تلك الدار غيره ، وأخبره الذي جبلهم في الدار عنهم غيره أم من دار جبلهم هو فيها ، وخلق لهم القلوب التي يهوون بها المعاصي ؟ قال [ ص: 957 ] غيلان : بل من دار جبلهم فيها ، وخلق لهم القلوب التي يهوون بها المعاصي . قلت : وهل كان الله يحب أن يطيعه جميع خلقه ؟ قال غيلان : نعم ، قلت : انظر ما تقول . قال : هل معها غيرها ؟ قلت : نعم . قلت : فهل كان إبليس يحب أن يعصي الله جميع خلقه ؟ قال : فلما عرف الذي أريد سكت ، فلم يرد علي شيئا .

التالي السابق


الخدمات العلمية