صفحة جزء
607 - حدثنا أبو القاسم البغوي - عبد الله بن محمد - قال : حدثنا هدبة بن خالد ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن عمارة [ ص: 1016 ] القرشي عن أبي بردة ابن أبي موسى ، قال : وفدت إلى الوليد بن عبد الملك ، وكان الذي يعمل في حوائجي عمر بن عبد العزيز . فلما قضيت حوائجي أتيته فودعته وسلمت عليه ثم مضيت ، فذكرت حديثا حدثني به أبي أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأحببت أن أحدثه به لما أولاني من قضاء حوائجي ، فرجعت إليه ، فلما رآني قال : لقد رد الشيخ حاجة ، فلما قربت منه قال : ما ردك ؟ أليس قد قضيت حوائجك ؟ قلت : بلى ، ولكن حديثا سمعته من أبي ، سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأحببت أن أحدثك به ، لما أوليتني ، قال : وما هو ؟ قلت : حدثني أبي ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا كان يوم القيامة مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا ، فيذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون في الدنيا ، ويبقى أهل التوحيد ، فيقال لهم : ما تنتظرون وقد ذهب الناس ؟ فيقولون : إن لنا ربا كنا نعبده في الدنيا لم نره ، قال : [ ص: 1017 ] وتعرفونه إذا رأيتموه ؟ فيقولون : نعم . فيقال : وكيف تعرفونه ولم تروه ؟ قالوا : إنه لا شبه له . فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله عز وجل فيخرون له سجدا ، ويبقى قوم في ظهورهم مثل صياصي البقر ، فيريدون السجود فلا يستطيعون ، فذلك قول الله عز وجل : ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ) فيقول الله عز وجل : ارفعوا رؤوسكم ، فقد جعلت بدل كل رجل منكم رجلا من اليهود والنصارى في النار " .

فقال عمر بن عبد العزيز : آلله الذي لا إله إلا هو لحدثك أبوك هذا الحديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فحلف له ثلاثة أيمان على ذلك ، فقال عمر بن عبد العزيز : ما سمعت في أهل التوحيد حديثا هو أحب إلي من هذا " .


التالي السابق


الخدمات العلمية