صفحة جزء
612 - حدثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن زاطيا ، قال : حدثنا عبد [ ص: 1023 ] الأعلى بن حماد النرسي ، قال : حدثنا عمر بن يونس ، قال : حدثنا جهضم بن عبد الله ، قال : قال حدثني أبو ظبية ، عن عثمان بن عمير ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتاني جبريل عليه السلام وفي كفه مرآة بيضاء ، فيها نكتة سوداء ، فقلت : ما هذه يا جبريل ؟ فقال : هذه الجمعة يعرضها عليك ربك عز وجل لتكون لك عيدا ، ولقومك من بعدك ، تكون [ ص: 1024 ] أنت الأول وتكون اليهود والنصارى تبعا من بعدك ، قال : قلت : ما لنا فيها ؟ قال : لكم فيها خير ، لكم فيها ساعة ، من دعا الله عز وجل فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه الله تعالى ، أو ليس [ له ] قسم إلا ذخر [ له ] ما هو أعظم منه ، أو تعوذ فيها من شر ما هو مكتوب عليه إلا أعاذه الله تعالى من أعظم منه ، قلت : ما هذه النكتة السوداء فيها ؟ قال : هي الساعة ، تقوم في يوم الجمعة وهو سيد الأيام عندنا ، ونحن ندعوه في الآخرة [ ص: 1025 ] " يوم المزيد " قال : قلت ولم تدعونه يوم المزيد ؟ قال : إن ربك عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح ، من مسك أبيض ، فإذا كان يوم الجمعة نزل تبارك وتعالى من عليين على كرسيه ، ثم حف الكرسي بمنابر من نور ، ثم جاء النبيون حتى يجلسوا عليها ، ثم حف المنابر بكراسي من ذهب ثم جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا عليها ، ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب ، ثم يتجلى لهم ربهم عز وجل فينظرون إلى وجهه ، وهو يقول : " أنا الذي صدقتكم وعدي ، وأتممت عليكم نعمتي وهذا محل كرامتي ، فسلوني : فيسألونه الرضى ، فيقول : رضاي أحلكم داري ، وأنالكم كرامتي ، فسلوني ، فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم ، فيفتح لهم [ ص: 1026 ] عند ذلك ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، إلى مقدار منصرف الناس من يوم الجمعة ، ثم يصعد عز وجل على كرسيه ، ويصعد معه الصديقون والشهداء ، ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم ، درة بيضاء لا فصم فيها ولا فصل ، أو ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء ، فيها ثمارها ، وفيها أزواجها وخدمها ، فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا منه كرامة ، وليزدادوا نظرا إلى وجهه عز وجل ، ولذلك يسمى يوم المزيد - أو كما قال - " .

613 - وحدثنا البغوي أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، قال : حدثنا عبد الأعلى بن حماد - فذكر هذا الحديث بطوله إلى آخره .

[ ص: 1027 ] 614 - وحدثنا أبو بكر ابن أبي داود - وذكر فيه غير طريق - عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو ما ذكرناه .

وقال لنا ابن أبي داود : وأبو ظبية ؛ اسمه رجاء بن الحارث : ثقة ، قال : وعثمان بن عمير : يكنى أبا اليقظان .

ومما روى جابر بن عبد الله رضي الله [ عنهما ] :

التالي السابق


الخدمات العلمية