صفحة جزء
ذكر الجهر بالقراءة في صلاة كسوف الشمس

اختلف أهل العلم في الجهر بالقراءة في صلاة خسوف الشمس؛ فقالت طائفة: يجهر بالقراءة فيها. فممن روينا عنه أنه جهر بالقراءة في صلاة كسوف الشمس: علي بن أبي طالب، وفعل ذلك عبد الله بن [ ص: 305 ] يزيد، وبحضرته البراء بن عازب وزيد بن أرقم. وبه قال أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه.

2870 - حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا زهير، قال: ثنا أبو إسحاق قال: خرج عبد الله بن يزيد الخطمي يستسقي وخرج فيمن خرج معه البراء بن عازب، وزيد بن أرقم - قال أبو إسحاق: وأنا معه يومئذ - فقام قائما على رجليه على غير منبر، (فاستسقى) ، ثم صلى ركعتين ونحن خلفه، يجهر فيهما بالقراءة، ولم يؤذن يومئذ، ولم يقم.

2871 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن سليمان الشيباني، عن الحكم، عن حنش، عن علي، أنه أم الناس في المسجد لكسوف الشمس، فجهر بالقراءة. [ ص: 306 ]

وقالت طائفة: لا يجهر في كسوف الشمس بالقراءة. هذا قول مالك، والشافعي، وأصحاب الرأي. واحتج مالك والشافعي بحديث ابن عباس ، قالا: لو كان النبي عليه السلام جهر بالقراءة لخبر بالذي قرأ، ولم يقدر ذلك بغيره. واحتج آخر بحديث سمرة.

2872 - حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: ثنا أبو نعيم، قال: سفيان ، عن الأسود بن قيس، عن ابن عباد، عن سمرة بن جندب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في كسوف الشمس، لا يسمع له صوت.

قال أبو بكر: واحتج من رأى الجهر بالقراءة في صلاة كسوف الشمس بأن الذي احتج به مالك، والشافعي حجة لو لم يأت غيره، [ ص: 307 ] قال: وعائشة تخبر أنه جهر بالقراءة، فإن قبول خبرها أولى؛ لأنها في معنى شاهد، فقبول شهادتها يجب، والذي لم (يحك) الجهر في معنى ناف، وليس بشاهد. [و]قد يجوز أن يكون ابن عباس من الصفوف بحيث لم يسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقدر ذلك بغيره، وتكون عائشة سمعت الجهر فأدت ما سمعت.

وقال إسحاق: لو لم يأت في ذلك سنة لكان أشبه الأمرين الجهر تشبيها بالجمعة والعيدين والاستسقاء وكل ذلك نهارا، قال: وأما كسوف القمر، فقد اجتمعوا على الجهر في صلاته؛ لأن قراءة الليل على الجهر.

قال أبو بكر: بهذا أقول؛ يجهر بالقراءة في صلاة كسوف الشمس والقمر.

2873 - حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: ثنا الحسين بن الربيع، قال: ثنا أبو إسحاق الفزاري عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة [قالت]: انخسفت الشمس، أو انكسفت الشمس قالت: فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجهر بالقراءة. [ ص: 308 ]

2874 - ومن حديث إسحاق، قال: أخبرنا الوليد بن [مسلم] ، عن عبد الرحمن بن نمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم في كسوف الشمس وجهر بالقراءة، فلما ركع قال: "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد".

التالي السابق


الخدمات العلمية