صفحة جزء
ذكر ما يجوز من الشروط بين الإمام وبين العدو وما روي في هذا الباب من الأخبار

6294 - حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثني موسى بن مسعود، قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: صالح النبي صلى الله عليه وسلم، المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء: من أتاهم من المسلمين لم يردوه، وعلى أن يدخلوها من قابل، فيقيمون بها ثلاثة أيام، لا يدخلها [ ص: 360 ] إلا بجلبان السلاح، والقوس، والسيف، ونحوه، فجاء أبو جندل يحجل في قيوده، فرده إليهم .

6295 - حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا زكريا، عن الشعبي، وعن أبي إسحاق، عن البراء، قال: لما حصر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت، صالحوا أهل مكة، على أن يدخلها فيقيم بها ثلاثا، ولا يمنع أحدا أن يمكث بها ممن كان معه، فقال لعلي: "اكتب الشرط بيننا "، فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، فقال المشركون: لو نعلم أنك رسول الله تابعناك، ولكن اكتب: محمد بن عبد الله، فأمر عليا أن يمحاها، فقال علي: والله لا أمحاها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرني مكانها "، فأراه، فمحاها، وكتب "ابن عبد الله"، فأقام بها ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث، قالوا لعلي: إن هذا آخر يوم من شرط صاحبك، فأمره أن يخرج، فحدثه بذلك، فقال: نعم، فخرج .

6296 - حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه..، وذكر بعض الحديث، قال: فكتب: "هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله أهل مكة، أن لا يدخل مكة بسلاح، إلا السيف في القراب، وأن لا يخرج من [ ص: 361 ] أهلها أحدا أراد أن يتبعه، ولا يمنع أحدا من أصحابه أراد أن يقيم بها، فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا، فقالوا: قل لصاحبك، فليخرج عنا فقد مضى الأجل، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية