صفحة جزء
[ ص: 11 ] كتاب المواقيت

ذكر مواقيت الصلوات الخمس من كتاب الله جل ثناؤه

قال الله جل ذكره ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون )

وقال جل ذكره ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) .

وقد روينا أن رجلا قال لابن عباس : هل تجد الصلوات الخمس في القرآن؟ فقال ابن عباس : نعم، ( فسبحان الله حين تمسون ) المغرب، ( وحين تصبحون ) الفجر، ( وعشيا ) العصر، ( وحين تظهرون ) الظهر، ( ومن بعد صلاة العشاء ) .

وروينا أنه لما أنزلت هذه الآية ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ) إلى ( وحين تظهرون ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا حين افترض الله وقت الصلاة".
[ ص: 12 ]

926 - إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن عاصم، عن أبي رزين ، قال: خاصم نافع بن الأزرق ابن عباس فقال: هل تجد الصلوات الخمس في القرآن؟ فقال ابن عباس : نعم، ثم قرأ عليه ( فسبحان الله حين تمسون ) المغرب، ( وحين تصبحون ) الفجر، ( وعشيا ) العصر، ( وحين تظهرون ) الظهر، ( ومن بعد صلاة العشاء ) .

927 - حدثنا موسى بن هارون، قال: ثنا أبو بكر، قال: نا ابن إدريس ، عن ليث، عن الحكم، عن أبي عياض، عن ابن عباس ، قال: جمعت هذه الآية مواقيت الصلاة: ( فسبحان الله حين تمسون ) المغرب والعشاء، ( وحين تصبحون ) الفجر، ( وعشيا ) العصر، ( وحين تظهرون ) الظهر.

928 - حدثنا علان بن المغيرة، قال: نا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب قال: حدثني محمد بن عجلان ، عن الحارث بن فضيل الأنصاري، عن رجل، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لما نزلت هذه الآية ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ) إلى ( وحين تظهرون ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا حين افترضت وقت الصلاة".

وقال ابن عمر في قوله: ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) دلوكها: ميلها.

وقال ابن عباس : دلوكها زوالها.

[ ص: 13 ] وقال أبو هريرة : لرجل سأله عن دلوك الشمس: دلوكها إذا مالت عن بطن السماء بعد نصف النهار يصلى الظهر حينئذ.

929 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال: أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم، عن أبيه، قال: دلوك الشمس زياغها بعد نصف النهار، فذلك وقت الظهر.

930 - حدثنا حامد بن أبي حامد، قال: ثنا إسحاق بن سليمان، قال: أنا مالك، عن نافع ، أو - عبد الله بن دينار - عن ابن عمر ، قال: دلوكها: ميلها.

931 - حدثنا يحيى بن محمد، قال: نا الحجبي، قال: ثنا أبو عوانة ، عن المغيرة، عن عامر، عن عبد الله بن عباس ، قال: دلوكها زوالها.

932 - وأخبرنا النجار، قال: أنا عبد الرزاق ، قال: أنا معمر ، في قوله تعالى ( لدلوك الشمس ) قال: حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن ابن أبي لبيبة قال: جئت أبا هريرة ، فقال: أما سمعت الله يقول: ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) قال: تدري ما دلوكها؟ فقلت: نعم، إذا مالت عن بطن السماء بعد نصف النهار - أو كبد السماء بعد نصف النهار - قال: نعم، فصل الظهر حينئذ. [ ص: 14 ]

وقد روينا عن علي، وابن مسعود ، وجماعة أنهم قالوا: دلوكها غروبها.

933 - حدثنا موسى بن هارون، قال: نا أبو بكر، قال نا إسحاق بن سليمان، عن أبي سنان ، عن أبي إسحاق ، عن علي، قال: دلوكها غروبها.

934 - حدثنا يحيى بن محمد، قال: نا أحمد بن يونس ، قال: نا زائدة ، عن عاصم، عن شقيق، عن عبد الله، قال: دلوك الشمس غروبها.

935 - وأخبرنا النجار، قال: أنا عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن منصور، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) قال: دلوكها غروبها، وقال الله جل ذكره: ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) .



936 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجتمع فيكم ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح" قال: يقول أبو هريرة : اقرؤوا إن شئتم ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) . [ ص: 15 ]

قال معمر : قال قتادة : يشهده ملائكة الليل والنهار.

وقال مجاهد : قرآن الفجر صلاة الفجر.

وروينا عن ابن عباس في قوله: ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) قال: صلاة المكتوبة.

937 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال: نا أبو نعيم ، قال: ثنا سفيان، عن عاصم، عن أبي رزين ، عن ابن عباس ، ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) ، قال: "صلاة المكتوبة".

وروينا عن قتادة أنه قال: ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس ) قال: هي صلاة الفجر ( وقبل غروبها ) صلاة العصر، ( ومن آناء الليل ) ، صلاة المغرب والعشاء، ( وأطراف النهار ) الظهر.

وقال مجاهد في قوله: ( وأقم الصلاة طرفي النهار ) قال: صلاة الفجر وصلاتي العشاء؛ يعني بقوله صلاتي العشاء الظهر والعصر وكان ابن عباس يستحب تأخير العشاء وقرأ ( وزلفا من الليل ) ، وقد ذكرت تمام تفسير هذه الآيات وغيرها مما يدخل في مواقيت الصلوات في كتاب التفسير، وفي الكتاب الذي اختصرت منه هذا الكتاب. [ ص: 16 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية