صفحة جزء
باب ذكر الأوسط من إطعام المساكين

اختلفوا في معنى قوله ( من أوسط ما تطعمون أهليكم ) فقال عبيدة: الخبز والسمن، وقال ابن سيرين : أفضله الخبز واللحم، وأوسطه: الخبز والسمن، و [أخسه] الخبز، والتمر، وقال أبو رزين: خبز وخل، [خبز] وزيت.

واختلفوا في إطعام المساكين فقالت طائفة: يغديهم ويعشيهم، روي هذا القول عن علي بن أبي طالب [ والشعبي ، والحسن البصري ، وقتادة .

8982 - حدثنا علي بن عبد العزيز ] ، قال: حدثنا أبو عبيد ، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، عن الحجاج ، عن حسين الحارثي، عن الشعبي ، عن الحارث، عن علي في كفارة اليمين، قال: يغدي ويعشي.

وقال مالك: إن غداهم وعشاهم أجزأه ذلك، وهو قول أبي ثور ، وأصحاب الرأي، وحكى أبو عبيد هذا القول عن الثوري، وأهل الكوفة. [ ص: 182 ]

وقالت طائفة: تجزئهم أكلة.

كذلك قال محمد بن سيرين ، والأوزاعي ، وأبو عبيد.

وفيه عن الحسن البصري قول ثان، قال: يطعمهم وجبة واحدة خبزا وأدما.

وفيه قول ثالث قاله الشافعي ، قال: ولا يجزئ في ذلك إلا مكيلة الطعام.

واختلفوا في الدقيق والسويق يجزئ أم لا؟ فقال مالك والشافعي : لا يعطي الدقيق والسويق.

وقال أصحاب الرأي: إذا أعطى كل مسكين نصف صاع من حنطة أو دقيق أو سويق أجزأه ذلك. وقال أبو ثور : ولو غداهم وعشاهم سويقا وتمرا فإن كل هذا مما [يقتاتونه] أجزأه ذلك. وقال أحمد: يجزئه أن يعطيهم الدقيق بالوزن.

التالي السابق


الخدمات العلمية