1. الرئيسية
  2. الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف
  3. كتاب الحدود
  4. أبواب الجراحات التي لا توجب عقلا ولا قودا
  5. باب ذكر إسقاط العقول فيما تصيب البهائم من بني آدم من جراح وغيره ، وإسقاط الغرم عن مالكيها إذا كانوا غير متعدين بإرسالها
صفحة جزء
باب ذكر إسقاط العقول فيما تصيب البهائم من بني آدم من جراح وغيره ، وإسقاط الغرم عن مالكيها إذا كانوا غير متعدين بإرسالها

ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "العجماء جرحها جبار " .

9384 - حدثنا إسحاق ، عن عبد الرزاق ، عن معمر وابن جريج ، عن الزهري ، عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "العجماء جبار والبئر جرحها جبار ، والمعدن جرحه جبار ، وفي الركاز الخمس " .

9385 - حدثنا بكار بن قتيبة قال : حدثنا وهب بن جرير قال : حدثنا هشام ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "البهيمة عقلها جبار ، والبئر عقلها جبار ، والمعدن عقلها جبار ، وفي الركاز الخمس " .

قال أبو بكر : والجبار : الهدر عند أهل تهامة . وكل من أحفظ عنه من [ ص: 131 ] أهل العلم يقول : ليس على صاحب الدابة المفلتة ضمان فيما أصابت . وممن حفظنا هذا عنه شريح ، والزهري ، والحكم ، وحماد ، وسفيان الثوري ، ومالك ، والأوزاعي ، والنعمان ، والشافعي ، ومن تبعهم من أهل العلم .

وحدثني علي قال : قال أبو عبيد : قوله : "العجماء" يعني البهيمة ، وإنما سميت عجماء ، لأنها لا تتكلم ، وكذلك كل من لا يقدر على الكلام فهو أعجم ، وأما "الجبار" فهو : الهدر ، وإنما جعل هدرا إذا كانت منفلتة ليس لها قائد ولا سائق ولا راكب .

قال أبو عبيد في قوله : "البئر جبار" : هي البئر العادية القديمة التي لا يعلم لها حافر ولا مالك ، تكون بالبوادي فيقع فيها الإنسان أو الدابة فذلك هدر .

وقوله : "المعدن جبار" فإنها هذه المعادن التي يستخرج منها الذهب والفضة فيجيء قوم يحفرونها بشيء مسمى لهم ، فربما انهار عليهم المعدن فقتلهم فيقول : دماؤهم هدر .

وقد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "النار جبار " .

9386 - حدثنا الطهراني والنجار ، قالا : أخبرنا عبد الرزاق ، [ ص: 132 ] قال : أخبرنا معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "النار جبار " .

قال أبو بكر : وقد سألت عن هذا الحديث غير واحد من أئمة أهل الحديث فكل يقول لي : أخطأ فيه عبد الرزاق ، إنما هو البئر ، وأنكر هذا آخر وقال : هذا تصحيف من الكاتب ، وذلك أن أهل اليمن تكتب "النار" "النير" بغير ألف ، فصحف من صحف ذلك في كلامه فقرأه "النار" تصحيفا ، فنقلت لما قرأها القارئ مصحفا إلى هجاء النار إذ لم يكن منقوطا . [ ص: 133 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية