صفحة جزء
120 - دخول مكة بغير إرادة حج ولا عمرة

10400 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي رحمه الله: قال الله تبارك وتعالى: ( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ) ، إلى ( والركع السجود ) .

10401 - قال الشافعي: " المثابة في كلام العرب: الموضع يثوب الناس إليه ويؤوبون: يعودون إليه بعد الذهاب عنه، وقد يقال: ثاب إليه: اجتمع إليه، فالمثابة تجمع الاجتماع، ويثوبون: يجتمعون إليه راجعين بعد ذهابهم منه ومبتدئين".

10402 - قال ورقة بن نوفل يذكر البيت: [ ص: 379 ]

مثابا لأفناء القبائل كلها تخب إليه اليعملات الذوامل،



10403 - وقال خداش بن زهير:

فما برحت بكر تثوب وتدعي     ويلحق منهم أولون وآخر



10404 - قال الشافعي: وقال الله تبارك وتعالى: ( أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم ) ، يعني والله أعلم: آمنا من صار إليه لا يتخطف اختطاف من حولهم.

10405 - إلى ها هنا قرئ على أبي عبد الله الحافظ، وأنا أسمع، وما بعد ذلك إجازة.

10406 - قال الشافعي: وقال الله تعالى لإبراهيم خليله عليه السلام: ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) .

[ ص: 380 ] 10407 - قال الشافعي: وسمعت من أرضى من أهل العلم يذكر أن الله تبارك وتعالى لما أمر بهذا إبراهيم عليه السلام، وقف على المقام، فصاح صيحة: عباد الله، أجيبوا داعي الله، فاستجاب له، حتى من في أصلاب الرجال وأرحام النساء، فمن حج البيت بعد دعوته فهو ممن أجاب دعوته، ووافاه من وافاه، يقولون: لبيك داعي ربنا لبيك.

10408 - قال الله جل ثناؤه: ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) .

10409 - فكان ذلك دلالة كتاب الله فينا وفي الأمم على أن الناس مندوبون إلى إتيان البيت بإحرام.

10410 - قال الله تعالى: ( وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ) .

10411 - وقال: ( فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ) .

10412 - قال: فكان مما ندبوا له إلى إتيان الحرم بالإحرام.

التالي السابق


الخدمات العلمية