صفحة جزء
16178 - قال أحمد: وروينا عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، أنه سأل سعيد بن المسيب : " كم في إصبع المرأة؟ قال: عشر ، قال: كم في اثنتين؟ قال: عشرون ، قال: كم في الثلاث؟ قال: ثلاثون ، قال: كم في أربع؟ قال عشرون ، قال الربيع : حين عظم جرحها واشتدت مصيبتها نقص عقلها ، قال: أعراقي أنت؟ قال ربيعة: عالم متثبت أو جاهل متعلم ، قال: يا ابن أخي إنها السنة أخبرنا أبو زكريا في آخرين ، قالوا: حدثنا أبو العباس ، حدثنا بحر بن نصر ، قال: حدثنا ابن وهب ، حدثني مالك ، وأسامة ، وسفيان . . . عن ربيعة. . . فذكره.

16179 - أخبرنا أبو سعيد ، حدثنا أبو العباس ، أخبرنا الربيع ، قال: قال الشافعي : "القياس الذي لا يدفعه أحد ، ولا يخطئ به أحد فيما نرى ، أن نفس المرأة إذا كانت فيها من الدية نصف دية الرجل ، وفي يدها مثل نصف ما في يده ، إنه ينبغي أن يكون ما صغر من جراحها هكذا" .

16180 - فلما كان هذا من الأمور التي لا يجوز لأحد أن يخطئ بها من جهة الرأي ، وكان ابن المسيب يقول: في ثلاث أصابع المرأة ثلاثون ، وفي أربع عشرون ويقال له: حين عظم جرحها نقص عقلها؟ فيقول " هي السنة.

16181 - وكان يروى عن زيد بن ثابت ، أن المرأة تعاقل الرجل إلى ثلث دية الرجل ، ثم تكون على النصف من عقله ، [ ص: 136 ] .

16182 - لم يجز أن يخطئ أحد هذا الخطأ من جهة الرأي لأن الخطأ إنما يكون من جهة الرأي فيما يمكن مثله فيكون رأي أصح من رأي ، فأما هذا فلا أحسب أحدا يخطئ بمثله إلا الاتباع لمن لا يجوز خلافه عنده.

16183 - فلما قال سعيد بن المسيب : "هي السنة" أشبه أن يكون عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن عامة من أصحابه ، ولم يشبه زيد أن يقول هذا من جهة الرأي لأنه لا يحمله الرأي .

16184 - فإن قال قائل: فقد يروى عن علي ، خلافه ، فلا يثبت عن علي ، ولا عن عمر ، ولو ثبتا كانا يشبهان أن يكونا قالا به من جهة الرأي ، ولا يكون فيما قال سعيد السنة إذا كان يخالف القياس والعقل إلا علم اتباع فيما نرى ، والله أعلم .

16185 - قال أحمد: هذا قوله فيما روي عن أهل المدينة ، ثم أردفه بأن قال: "وقد كنا نقول به على هذا المعنى ثم وقفت عنه وأسأل الله الخيرة من قبل أنا قد نجد منهم من يقول بالسنة ، ثم لا نجد لقوله السنة نفاذا بأنها عن النبي صلى الله عليه وسلم والقياس أولى بنا فيها" ، وقال: "لا يثبت عن زيد إلا كثبوته عن علي" .

16186 - قال أحمد: إنما رواه عن علي ، وزيد: الشعبي ، وإبراهيم النخعي ، وروايتهما عنهما منقطعة ، وكذلك رواية إبراهيم ، عن عمر ، والقياس ما قال الشافعي رحمه الله.

التالي السابق


الخدمات العلمية