صفحة جزء
16374 - وروينا عن عقيل ، وقرة ، وابن جريج ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، أنه قال: "مضت السنة في القسامة أن يحلف خمسون رجلا خمسين يمينا ، فإن نكل واحد منهم لم يعطوا الدم" .

16375 - أخبرنا أبو الحسن الرزاز ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا عبيد بن عبد الواحد ، حدثنا ابن أبي مريم ، حدثنا يحيى بن أيوب ، عنهم .

16376 - وهذا الذي ذكرنا عن سعيد بن المسيب ، وسليمان بن يسار ، أولى مما روي عنهما ، بخلاف ذلك لموافقته الأحاديث الثابتة في البداية .

16377 - فأما القود بها ففيه خلاف ، وذلك مذكور في آخره .

16378 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس ، أخبرنا الربيع ، قال: قال الشافعي ، فقال: يعني من كلمه في هذه المسألة قد خالف حديثكم ابن المسيب ، وابن بجيد قلت: أفأخذت بحديث سعيد ، وابن بجيد .

16379 - فيقول: اختلفت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخذت بأحدها؟ قال: لا .

16380 - قلت: فقد خالفت كل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في القسامة ، قال: فلم لا تأخذ بحديث ابن المسيب ؟ قلت: منقطع ، والمتصل أولى أن يؤخذ به ، والأنصاريون أعلم بحديث صاحبهم من غيرهم ، [ ص: 180 ] .

16381 - قال: فكيف لم تأخذ بحديث ابن بجيد؟ قلت: لا يثبت ثبوت حديث سهل.

16382 - قال الشافعي : ومن كتاب عمر بن حبيب ، عن محمد بن إسحاق : حدثنا محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن عبد الرحمن بن بجيد بن قيظي ، أحد بني حارثة ، قال محمد بن إبراهيم ، وايم الله ما كان سهل بأكثر علما منه ، ولكنه كان أسن منه أنه قال: والله ما هكذا كان الشأن ، ولكن سهلا أوهم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحلفوا على ما لا علم لهم به ولكنه كتب إلى يهود خيبر حين كلمه الأنصار أنه وجد قتيل من أبنائكم فدوه ، فكتبوا إليه يحلفون بالله ما قتلوه ، ولا يعلمون له قاتلا ، فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده" .

16383 - قال الشافعي : فقال لي قائل: ما منعك أن تأخذ بحديث ابن بجيد .

16384 - قلت: لا أعلم ابن بجيد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن لم يكن سمع منه فهو مرسل ، ولسنا وإياك نثبت المرسل ، وقد علمت سهلا صحب النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه. وساق الحديث سياقا لا يشبه إلا الأثبات ، فأخذت به لما وصفت ، [ ص: 181 ] .

16385 - قال: فما منعك أن تأخذ بحديث ابن شهاب؟ قلت: مرسل ، والقتيل الأنصاري ، والأنصاريون بالعناية أولى بالعلم به من غيرهم إذ كان كل ثقة ، وكل عندنا بنعمة الله ثقة.

التالي السابق


الخدمات العلمية