صفحة جزء
17009 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال: أخبرني أبو أحمد الحافظ ، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدثنا الوليد بن شجاع ، قال: حدثني ابن وهب ،. . . ، فذكراه بهذا الإسناد ، وقالا متن الحديث: "لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدا" .

17010 - ولا فرق بين اللفظين في المعنى. رواه البخاري في الصحيح ، عن ابن أبي أويس ، عن ابن وهب ، ورواه مسلم عن أبي الطاهر ، وحرملة ، والوليد بن شجاع ، [ ص: 362 ] .

17011 - وهذا إخبار عن قول النبي صلى الله عليه وسلم .

17012 - فرجع هذا الشيخ إلى ترجيح رواية ابن عيينة ، وقال يونس بن يزيد : عندكم لا يقارب ابن عيينة ، فكيف تحتجون بما روى يونس بن يزيد ، وتدعون ما روى ابن عيينة ؟ .

17013 - وكان ينبغي لهذا الشيخ أن ينظر في تواريخ أهل العلم بالحديث ، وتبصر مدارج الرواة ومنازلهم في الرواية ، ثم يدعي عليهم ما رأى من مذاهبهم ، ويلزمهم ما وقف عليه من أقاويلهم ، لو قال ابن عيينة لا يقارب يونس بن يزيد في الزهري لكان أقرب إلى أقاويل أهل العلم بالحديث من أن يرجح رواية ابن عيينة على رواية يونس [ ص: 363 ] .

17014 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو بكر أحمد بن محمد الأشنائي ، قالوا: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ، قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي ، يقول: " سألت يحيى بن معين ، عن أصحاب الزهري ، فذكر: مالكا ، ويونس بن يزيد ، ومعمرا ، وعقيلا ، وغيرهم ، وذكر منازلهم " .

17015 - قلت: فابن عيينة أحب إليك أو معمر؟ فقال: معمر .

17016 - قلت له: إن بعض الناس يزعمون ، يقولون: سفيان بن عيينة أثبت الناس في الزهري .

17017 - فقال: إنما يقول ذلك من سمع منه ، وأي شيء كان سفيان ، إنما كان غليما يعني أيام الزهري .

17018 - قال: وسمعت عثمان بن سعيد ، يقول: سمعت أحمد بن صالح ، يقول: لا نقدم في الزهري على يونس بن يزيد أحدا .

17019 - قال أحمد بن صالح: وكان الزهري إذا قدم أيلة نزل على يونس بن يزيد ، وإذا سار إلى المدينة زامله يونس.

17020 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بمصر ، حدثنا موسى بن سهل الرملي ، حدثنا عمران بن هارون ، حدثنا صدقة بن المنتصر ، حدثني يونس بن يزيد ، قال: "صحبت الزهري أربع عشرة سنة" .

17021 - قال أحمد: وأما ابن عيينة فإنه قال: ولدت سنة سبع ومائة ، [ ص: 364 ] وجالست الزهري وأنا ابن ست عشرة وشهرين ونصف ، قدم علينا الزهري سنة ثلاث وعشرين ومائة ، وخرج إلى الشام ومات. أخبرنا بذلك أبو بكر الفارسي ، أخبرنا أبو إسحاق الأصبهاني ، حدثنا أبو أحمد بن فارس ، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال: قال لي علي هو ابن المديني : عن ابن عيينة. . . ، فذكره .

17022 - قال أحمد: وفيما ذكرنا بيان كبر يونس ، وطول صحبته الزهري ، وصغر سفيان وقصر صحبته إياه .

17023 - وكان الزهري يقول لابن عيينة: ما رأيت طالبا للعلم أصغر منه .

17024 - وكان الزهري يجلسه على فخذه ويحدثه .

17025 - فكم بين سماعه ، وسماع من صحب الزهري أربع عشرة سنة ، يسمعه يبدئ الحديث ، ويعيده ، وينشئه ، ويكرره؟ .

17026 - والعجب أن هذا الشيخ أوهم من نظر في كتابه أنه لم يرو هذا الحديث عن الزهري غير سفيان بن عيينة ، ويونس بن يزيد ، ثم رواه في آخر الباب من حديث إبراهيم بن سعد ، عن الزهري.

التالي السابق


الخدمات العلمية