صفحة جزء
83 - أقل الحيض وأكثره

2248 - قال الإمام أحمد : رجع الشافعي ، رحمه الله في أقل الحيض وأكثره إلى الوجود.

2249 - قال: قد رأيت امرأة أثبت لي عنها أنها لم تزل تحيض يوما، ولا تزيد عليه.

2250 - وأثبت لي عن نساء أنهن لم يزلن يحضن أقل من ثلاث.

2251 - وعن نساء أنهن لم يزلن يحضن خمسة عشر يوما.

2252 - وعن امرأة أو أكثر أنها لم تزل تحيض ثلاثة عشر.

2253 - فقال بعض من كلام الشافعي في ذلك، فإنما قلته لشيء رويته عن أنس بن مالك .

2254 - قال الشافعي ، أليس هذا حديث الجلد بن أيوب قال: بلى. قلت: فقد أخبرنيه ابن علية ، عن الجلد بن أيوب ، عن معاوية بن قرة ، عن أنس بن مالك ، أنه قال : [ ص: 169 ] قرء المرأة أو قروء حيض المرأة ثلاثة أو أربعة، حتى انتهى إلى عشرة.

2255 - قال الشافعي : وقال لي ابن علية: الجلد أعرابي، لا يعرف الحديث.

2256 - وقال لي: قد استحيضت امرأة من آل أنس بن مالك ، فسئل ابن عباس عنها، فأفتى فيها، وأنس حي، فكيف يكون عند أنس بن مالك . ما قلت من علم الحيض، ويحتاجون إلى مسألة غيره فيما عنده علم.

2257 - ونحن، وأنت لا نثبت حديث مثل الجلد، ونستدل على غلط من هو أحفظ منه بأقل من هذا.

2258 - أخبرنا بحديث الجلد أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر ، وأبو زكريا، قالوا: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي ، فذكره، وذكر قول ابن علية: الجلد أعرابي، لا يعرف الحديث. وذكر أبو عبد الله ما بعده إلى آخره دونهما.

2259 - والذي قاله الشافعي وحكاه عن ابن علية في تضعيف الجلد بن أيوب، موافق لكلام غيره من حفاظ الحديث.

2260 - وروينا عن حماد بن زيد، أنه كان يضعفه، ويقول: لم يكن يعقل الحديث .

[ ص: 170 ] 2261 - وقال حماد: ذهبت أنا وجرير بن حازم، إلى الجلد بن أيوب، فحدثنا بحديث معاوية بن قرة، عن أنس بن مالك في الحائض، فذهبنا نوقفه، فإذا هو لا يفصل بين الحائض، والمستحاضة.

2262 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد، فذكر ذهابه إليه مع جرير، مثل ذلك.

2263 - وروينا عن سفيان بن عيينة ، وابن المبارك، وابن عاصم، وسليمان بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم ، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن إسماعيل البخاري ، أنهم كانوا يضعفون الجلد بن أيوب، ولا يرونه في موضع الحجة.

2264 - وروى من أوجه أخر ضعيفة، عن أنس، مرفوعا، وموقوفا، وليس له عن أنس بن مالك أصل، إلا من جهة الجلد بن أيوب، ومنه سرقه هؤلاء الضعفاء ، والله المستعان.

التالي السابق


الخدمات العلمية