صفحة جزء
1044 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، نا علي بن الجعد، أنا زهير، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعا بالمدينة من غير خوف ولا سفر"، قال أبو الزبير: فقلت لسعيد بن جبير: لم فعله؟ قال: سألت ابن عباس كما سألتني، فقال: لئلا يحرج أحد من أمته. [ ص: 199 ] .

هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن أحمد بن يونس، عن زهير.

قال رحمه الله: هذا الحديث يدل على جواز الجمع بلا عذر، لأنه جعل العلة أن لا تحرج أمته، وقد قال به قليل من أهل الحديث، وحكي عن ابن سيرين، أنه كان لا يرى بأسا بالجمع بين الصلاتين إذا كانت حاجة أو شيء، ما لم يتخذه عادة.

وذهب أكثر العلماء إلى أن الجمع بغير عذر لا يجوز.

وجوز الحسن، وعطاء بن أبي رباح الجمع بعذر المرض، وحملا الحديث عليه، وهو قول مالك، وأحمد، وإسحاق [ ص: 200 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية