صفحة جزء
1121 - أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني، نا [ ص: 337 ] أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري، أنا عبيد الله بن موسى، أنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن شريح بن النعمان الصائدي، عن علي، قال: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن، وأن لا نضحي بمقابلة، ولا مدابرة، ولا شرقاء، ولا خرقاء".

قال: المقابلة: ما قطع طرف أذنها، والمدابرة: ما قطع من جانب الأذن، والشرقاء: المشقوقة الأذن، والخرقاء: المثقوبة.

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

قوله: "نستشرف العين والأذن" معناه: الصحة والعظم، [ ص: 338 ] وقيل: نتأمل سلامتهما من آفة بهما، كالعور والجدع، يقال: استكففت الشيء، واستشرفته، كلاهما أن تضع يدك على حاجبك كالذي يستظل من الشمس حتى يستبين الشيء.

والمقابلة: أن يقطع مقدم أذنها، ولا يبين، والمدابرة: أن يقطع مؤخر أذنها.

واختلف أهل العلم في مقطوع شيء من الأذن، فذهب بعضهم إلى أنه لا يجوز، وهو قول الشافعي، وقال أصحاب الرأي: إن كان أقل من النصف يجوز، وإن قطع النصف فأكثر لا يجوز، وقال إسحاق: إن كان مقطوع الثلث يجوز، وإن كان أكثر لا يجوز.

وتجوز مكسورة القرنين عند أكثرهم، وقال النخعي: لا تجوز إلا أن يكون داخله صحيحا، يعني المشاش.

التالي السابق


الخدمات العلمية