صفحة جزء
1188 - أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الكيالي ، أنا أبو نصر محمد بن علي بن الفضل بن محمد بن عقيل الخزاعي، يعرف بفضلان، أنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، نا محمد بن [ ص: 446 ] عبد الوهاب، نا خالد بن مخلد القطواني، حدثني محمد بن جعفر بن أبي كثير، وهو أخو إسماعيل، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: " مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب، وهو قائم يصلي، فصاح به، فقال: "تعال يا أبي، فعجل أبي في صلاته"، ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك؟ أليس الله يقول: ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم ) "، قال أبي: لا جرم يا رسول الله، لا تدعوني إلا أجبتك وإن كنت مصليا، قال: "تحب أن أعلمك سورة لم تنزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في القرآن مثلها؟" فقال أبي: نعم يا رسول الله، فقال: "لا تخرج من باب المسجد حتى تعلمها" والنبي صلى الله عليه وسلم يمشي يريد أن يخرج من المسجد، فلما بلغ الباب ليخرج، قال له أبي: السورة يا رسول الله، فوقف، فقال: "نعم كيف تقرأ في صلاتك؟"، فقرأ أبي أم القرآن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في القرآن مثلها، [ ص: 447 ] وإنها لهي السبع من المثاني التي آتاني الله عز وجل".

هذا حديث صحيح.

وقوله: "وإنها لهي السبع من المثاني" قيل: أراد: هي السبع المثاني، كما في الرواية الأولى، و "من" زائدة، وأراد بها فاتحة الكتاب هي سبع آيات، سميت الفاتحة مثاني، لأنها تثنى في الصلاة في كل ركعة.

وقيل: سميت الفاتحة مثاني، لأنها استثنيت لهذه الأمة، لم تنزل على من قبلها، وقيل: سميت مثاني، لما فيها من الثناء، فهي مفاعل من الثناء، والواحد مثنى، كالمحامد، واحدها محمدة.

وكذلك فسروا قوله عز وجل: ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني ) .

وقيل: المراد من "المثاني" في هذا الحديث: القرآن كله، قال الله سبحانه وتعالى: ( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني ) سمي القرآن كله مثاني، لأن القصص والأمثال ثنيت فيه، فمعنى قوله: "إنها السبع من المثاني" أي: الفاتحة سبع آيات من جملة القرآن في قوله تعالى: ( ولقد آتيناك سبعا [ ص: 448 ] من المثاني ) : إن المراد من المثاني السور التي تقصر عن المئين، وتزيد على المفصل، قيل لها: مثاني، كأن المئين جعلت مبادي، والتي تليها مثاني.

وفي الحديث دليل على أن إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة لا تبطل الصلاة، كما أنك تخاطبه بقولك: السلام عليك أيها النبي، ومثله يبطل الصلاة مع غيره.

التالي السابق


الخدمات العلمية