صفحة جزء
باب قبض العلم.

قال الله سبحانه وتعالى: ( أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) .

قيل: هو موت العلماء.

وقال أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويكثر الجهل".

147 - قال الشيخ، وهو الحسين بن مسعود، رحمه الله: أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، نا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض [ ص: 316 ] العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا".

هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن قتيبة، عن جرير، عن هشام، وأخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن بامويه، أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري، بمكة، نا أحمد بن منصور الرمادي.

ح وأخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزاق، نا معمر، عن هشام بن عروة بهذا الإسناد مثل معناه [ ص: 317 ] وقال عبد الله بن مسعود : "لا تقوم الساعة حتى يرفع القرآن، ثم يفيضون في الشعر".

وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: " لا تقوم الساعة حتى يرجع القرآن حيث نزل، له دوي حول العرش، كدوي النحل، يقول الرب: ما لك؟ فيقول: يا رب، أتلى، ولا يعمل بي ".

قال عمر بن الخطاب: "من سوده قومه على الفقه، كان حياة له ولهم، ومن سوده قومه على غير فقه، كان هلاكا له ولهم".

وعن زياد بن جبير، قال: قال عمر: "هل تدري ما يهدم الإسلام؟" قلت: لا، قال: "يهدمه زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين".

وقال ابن مسعود: " عليكم بالعلم قبل أن يقبض، وقبضه ذهاب أهله، وعليكم بالعلم، فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه، وعليكم بالعلم، وإياكم والتنطع والتعمق، وعليكم بالعتيق.

وقال عقبة بن عامر: تعلموا قبل الظانين، يعني: الذين يتكلمون بالظن.

وقال ابن مسعود: "لا يزال الناس صالحين متماسكين ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكابرهم، فإذا أتاهم من أصاغرهم، هلكوا".

وقال سليمان: لا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم الآخر، فإذا هلك الأول قبل أن يتعلم الآخر هلك الناس.

وقيل لسعيد بن جبير : ما علامة هلاك الناس؟ قال: إذا هلك علماؤهم.

وقال الحسن: قال عبد الله بن مسعود : "موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار". [ ص: 318 ] .

وقال سفيان بن عيينة: وأي عقوبة أشد على أهل الجهل أن يذهب أهل العلم.

قال ربيعة: لا ينبغي لأحد عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه.

قال سفيان: تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل، وفتنة العالم الفاجر، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون.

قال الشعبي: ما جاءك من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فخذه، ودع ما يقول هؤلاء الصعافقة.

قيل: الصعافقة: الذين يدخلون السوق بلا رأس مال، وقيل: هم رذالة الناس، أراد الذين لا علم لهم، فهم بمنزلة التجار الذين ليس لهم رأس مال.

وقال مالك بن أنس : لا تأخذ العلم من أربعة، وخذه مما سوى ذلك: من معلن للسفلة وإن كان أروى الناس، ولا من كذاب يكذب في حديث الناس، وإن كان لا تتهمه بكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من صاحب هوى يدعو إلى هواه، ولا من شيخ له فضل وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث به [ ص: 319 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية