صفحة جزء
2016 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا أبو إسحاق الهاشمي ، أنا أبو مصعب ، عن مالك، عن يحيى بن سعيد ، قال: سمعت أبا الحباب سعيد بن يسار، يقول: سمعت أبا هريرة ، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون: يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد ".

هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن عبد الله بن يوسف ، وأخرجه مسلم، عن قتيبة ، كلاهما عن مالك.

قوله: "تأكل القرى"، أي يجلب إليها طعام القرى، فهي تأكلها، وأراد ما يحصل من الفتوح على أيديهم، ويصيبون من الغنائم، وأضاف الأكل إلى القرية، والمراد أهلها، كما قال تعالى: ( يأكلن ما قدمتم لهن ) ، أضاف الأكل إلى السنين والمراد أهل زمانها، وقال أبو حاتم: هذا تمثيل مراده أن الإسلام ابتداؤه في المدينة ، ثم يغلب على سائر القرى، ويعلو سائر الملل، فكأنها قد أتت عليها، [ ص: 321 ] وسميت القرية قرية، لاجتماع الناس فيها من: قريت الماء في الحوض، أي: جمعته.

وروي أن عمر بن عبد العزيز حين خرج من المدينة ، التفت إليها فبكى، ثم قال: يا مزاحم، أخشى أن نكون ممن نفت المدينة .

التالي السابق


الخدمات العلمية