باب 
اختيار ذات الدين. 
قال الله سبحانه وتعالى: ( 
والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين  ) . 
 2240  - أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15323عبد الواحد بن أحمد المليحي،  أنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15420أحمد بن عبد الله النعيمي،  أنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=14898محمد بن يوسف،  نا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل،  نا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد،  نا 
يحيى،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله،  حدثني 
 nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد،  عن 
أبيه،   [ ص: 8 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=659669عن  nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ". 
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه 
 nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11997زهير بن حرب،  وغيره، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد.  
قوله : لحسبها . 
قيل : الحسب : الفعال الحسن للرجل ، وآبائه ، مأخوذ من الحساب ، وذلك أنهم إذا تفاخروا ، عد كل واحد منهم مناقبه ، ومآثر آبائه ، وحسبها ، فالحسب بالجزم ، العد ، والمعدود " حسب" بالنصب كالعد والعدد ، وقيل : الحسب : عدد ذوي قرابته . 
وقوله : " تربت يداك" ، معناه : الحث والتحريض ، وأصله الدعاء بالافتقار ، ويقال : ترب الرجل : إذا افتقر ، وأترب : إذا أيسر ولم يكن قصده به وقوع الأمر ، بل هي كلمة جارية على ألسنة العرب ، كقولهم : لا أرض لك ، ولا أم لك ، وكما 
nindex.php?page=hadith&LINKID=651638قال النبي صلى الله عليه وسلم لصفية  حين حاضت : " عقرى حلقى أحابستنا هي" . 
معناه : عقر الله جسدها ، وأصابها وجع الحلق ، ولم يرد به وقوع الأمر ، وقيل : قصد به وقوع الأمر ، لأنه رأى فيه أن الفقر خير له من الغنى ، وقيل : أراد وقوع الأمر لتعديه ذوات الدين إلى ذوات الجمال والمال ، معناه : تربت يداك إن لم تفعل ما أمرتك به ، والأول أولى .  
[ ص: 9 ]  . 
وفيه من الفقه مراعاة 
الكفاءة في المناكح ، وأن الدين أولى ما اعتبر منها . 
واختلف العلماء في تحديد الكفاءة ، فذهب أكثرهم إلى أنها بأربعة أشياء : الدين ، والحرية ، والنسب ، والصنعة ، والمراد بالدين : الإسلام والعدالة ، فلا يكون الفاسق كفئا للعفيفة ، كما لا يكون الكافر كفئا للمسلمة ، ولا العبد للحرة ، ولا المعتق للحرة الأصلية ، ولا دنيء الحرفة لمن فوقه . 
ومنهم من اعتبر فيها السلامة من العيوب : وهي الجنون ، والجذام ، والبرص ، والجب ، وإن كان في الرجل أحد هذه العيوب ، فلا يكون كفئا للمرأة البريئة منها ، ومنهم من يعتبر اليسار أيضا ، فيكون جماعها ست خصال . 
فإذا زوجت امرأة دون رضاها ممن لا يكون كفئا لها ، لا يصح النكاح ، سواء كان المزوج أبا أو غيره ، وسواء كانت المرأة بالغة أو صغيرة ، وإن زوجها وليها برضاها ، صح النكاح إلا أن تزوج مسلمة من كافر ، فلا يصح بحال . 
أما الرجل إذا نكح امرأة دونه في الكفاءة ، فيصح ، وإن كان صغيرا ، فقبل له الأب نكاح أمة ، لا يصح ، وكذلك لو قبل له نكاح معيبة بجنون ، أو جذام ، أو برص ، أو رتق ، لا يصح ، وإن قبل له نكاح كتابية ، أو دنيئة في النسب ، فقد اختلف فيه أصحاب 
 nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .  
وذهب 
 nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك  إلى أن الكفاءة في الدين وحده ، وأهل الإسلام كلهم بعضهم أكفاء لبعض ، ويروى معناه عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ،   nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود ،  وبه قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ،   nindex.php?page=showalam&ids=16531وعبيد بن عمير ،   nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز ،   nindex.php?page=showalam&ids=16453وابن عون ،   nindex.php?page=showalam&ids=15741وحماد بن أبي سليمان ،  وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري :  الكفاءة في الدين والنسب ، وكان يقول : إذا نكح المولى عربية يفرق بينهما ، وهو قول 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ،  ويروى عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،  وسلمان ،  أن المولى لا يكون  
[ ص: 10 ] كفئا للعربية ، وذهب قوم إلى أن 
قريشا  بعضهم أكفاء بعض ، والعرب بعضهم أكفاء بعض ، ومن كان من الموالي له أبوان ، أو ثلاثة في الإسلام ، فبعضهم أكفاء بعض ، فأما من كان عبدا فعتق ، أو ذميا فأسلم ، فلا يكون كفئا لامرأة من الموالي لها أبوان ، أو ثلاثة في الإسلام ، وهو قول 
أصحاب الرأي .  
ويحتج من يعتبر مجرد الدين بما روي 
nindex.php?page=hadith&LINKID=663375عن أبي حاتم المزني ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد" ، قالوا : يا رسول الله وإن كان فيه! قال : " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه" ثلاث مرات . 
وأبو حاتم المزني  له صحبة ، ولا يعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث .