صفحة جزء
2689 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد [ ص: 39 ] الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، نا عبد الله بن محمد، نا معاوية بن عمرو، نا أبو إسحاق، عن موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، وكان كاتبا له، قال: كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى، فقرأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها، انتظر حتى مالت الشمس، ثم قام في الناس، قال: "يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم، فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف"، ثم قال: "اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم، وانصرنا عليهم".

هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة.

قال أبو سليمان الخطابي : معنى : " ظلال السيوف " ، الدنو من القرن حتى يعلوه ظل سيفه ، لا يولي عنه ، ولا يفر منه ، وكل شيء دنا منك ، فقد أظلك . [ ص: 40 ] .

قال الإمام : وفي الحديث بيان استحباب القتال بعد الزوال ، وقد روي عن النعمان بن مقرن ، قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، " فكان إذا لم يقاتل أول النهار ، انتظر حتى تزول الشمس ، وتهب الرياح ، وينزل النصر " .

التالي السابق


الخدمات العلمية