صفحة جزء
2780 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، نا علي بن الجعد، أنا المبارك هو ابن فضالة، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لولا أن الكلاب أمة، لأمرت بقتلها، فاقتلوا كل أسود بهيم".

هذا حديث حسن صحيح.

قيل: الأسود البهيم: الذي لا يكون فيه شيء من البياض، قال أبو سليمان الخطابي: معنى هذا الكلام أن النبي صلى الله عليه وسلم كره إفناء أمة من الأمم، وإعدام جيل من الخلق، لأنه [ ص: 212 ] ما من خلق لله عز وجل إلا فيه نوع من الحكمة، وضرب من المصلحة.

يقول: إذا كان الأمر على هذا، ولا سبيل إلى قتلهن كلهن، فاقتلوا شرارهن وهي السود البهم، وأبقوا ما سواها، لتنتفعوا بهن في الحراسة.

قال الإمام : وروي في الحديث : " إن الكلب الأسود شيطان " ، وحكي عن أحمد وإسحاق أنهما قالا : لا يحل صيد الكلب الأسود ، قال الإمام : قيل : جعل الأسود منها شيطانا لخبثها ، لأن الأسود البهيم أضرها وأعقرها ، والكلب أسرع إليه منه إلى جميعها وهي مع هذا أقلها نفعا ، وأسوأها حراسة ، وأبعدها من الصيد ، وأكثرها نعاسا .

وقيل في تخصيص كلاب المدينة بالقتل : من حيث أن المدينة كانت مهبط الملائكة بالوحي ، وهم لا يدخلون بيتا فيه كلب .

وروي عن عمرو بن دينار ، عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أمر بقتل الكلاب إلا كلب صيد ، أو كلب غنم ، أو ماشية " . [ ص: 213 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية