صفحة جزء
باب أكل الجلالة.

2809 - أخبرنا محمد بن الحسن الميربندكشائي ، أنا أبو سهل محمد بن عمر بن محمد بن طرفة السجزي، أنا أبو سليمان الخطابي، أنا أبو بكر محمد بن بكر بن داسة، نا أبو داود السجستاني، نا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عبدة، عن محمد بن إسحاق، عن ابن نجيح، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الجلالة، وألبانها". [ ص: 253 ] .

هذا حديث حسن غريب.

والجلالة: هي التي تأكل الجلة، وهي العذرة، وأصل الجلة: البعر، فكنى بها عن العذرة، يقال منه: خرج الإماء يجتللن: إذا خرجن يلتقطن البعر.

ثم الحكم في الدابة التي تأكل العذرة أن ينظر فيها ، فإن كانت تأكلها أحيانا ، فليست بجلالة ، ولا يحرم بذلك أكلها كالدجاج ونحوها ، وإن كان غالب علفها منها حتى ظهر ذلك على لحمها ولبنها ، فاختلف أهل العلم في أكلها ، فذهب قوم إلى أنه لا يحل أكلها إلا أن تحبس أياما ، وتعلف من غيرها حتى يطيب لحمها ، فحينئذ يحل أكلها ، وهو قول أصحاب الرأي ، والشافعي ، وأحمد .

وروي في حديث أن البقر يعلف أربعين يوما ، ثم يؤكل لحمها .

وكان ابن عمر يحبس الدجاج ثلاثا .

وكان الحسن لا يرى بأسا [ ص: 254 ] بأكل لحوم الجلالة وهو قول مالك .

وقال إسحاق : لا بأس بأكلها بعد أن تغسل غسلا جيدا ، وروى نافع ، عن ابن عمر ، قال : نهي عن ركوب الجلالة .

وإنما كره ركوبها ، لأنها إذا عرقت ينتن رائحتها كما ينتن لحمها .

التالي السابق


الخدمات العلمية