صفحة جزء
باب وعيد تارك الصلاة.

347 - أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي، نا عبد الله بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة".

هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن أبي غسان المسمعي، عن الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، عن أبي الزبير.

وأبو الزبير: اسمه محمد بن مسلم بن تدرس.

قلت: اختلف أهل العلم في تكفير تارك الصلاة المفروضة عمدا، فذهب إبراهيم النخعي، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، إلى تكفيره.

قال عمر: "لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة".

قال ابن مسعود: "تركها كفر". [ ص: 180 ] .

قال عبد الله بن شقيق: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة.

وذهب الآخرون إلى أنه لا يكفر، وحملوا الحديث على ترك الجحود، وعلى الزجر والوعيد.

وقال حماد بن زيد، ومكحول، ومالك، والشافعي: تارك الصلاة كالمرتد، ولا يخرج به عن الدين.

وقال الزهري، وبه قال أصحاب الرأي: لا يقتل، بل يحبس ويضرب حتى يصلي، كما لا يقتل تارك الصوم، والزكاة، والحج [ ص: 181 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية