صفحة جزء
4117 - أخبرنا القاضي أبو عمرو محمد بن عبد الرحمن النسوي ، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أنا محمد بن يعقوب الأصم ، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي ، نا بقية بن الوليد ، نا أبو بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي يعلى شداد بن أوس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 309 ] قال: "إن الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، وإن العاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله".

قوله: "دان نفسه" أي: استعبدها، وأذلها يقال: دنت القوم أدينهم: إذا فعلت ذلك بهم، وقيل: "دان نفسه"، أي: حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب في القيامة.

قال عمر بن الخطاب : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتجهزوا للعرض الأكبر، وإنما يخف الحساب يومئذ على من حاسب نفسه في الدنيا، وقال: كفى بالمرء سرفا أن يأكل كل ما اشتهى، قال أبو حازم : شيئان إذا عملت بهما أصبت بهما خير الدنيا والآخرة، قيل: ما هما؟ قال: تحمل ما تكره إذا أحبه الله، وتترك ما تحب إذا كره الله.

وقال ابن مسعود : الحق ثقيل مري، والباطل خفيف وبي، ورب شهوة ساعة، أورثت حزنا طويلا.

ويروى مثله، عن حذيفة بن اليمان .

قال أبو الدرداء : لولا ثلاث، لصلح الناس: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه.

قال ابن عباس : ليأتين على الناس زمان يكون همة أحدهم فيه بطنه ودينه هواه. [ ص: 310 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية