صفحة جزء
4274 - أخبرنا أبو الفتح نصر بن علي الحاكم ، أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ، نا أبو العباس الأصم ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا محمد بن سابق ، نا إبراهيم بن طهمان ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، أنه قال: إن امرأة من اليهود بالمدينة ولدت غلاما ممسوحة عينه، طالعة نابه، فأشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون الدجال، فوجده تحت قطيفة يهمهم، فآذنته أمه، فقالت: يا عبد الله ، هذا أبو القاسم ، فخرج من القطيفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما لها قاتلها الله! لو تركته لبين " ، ثم قال: "يابن الصائد ما ترى؟" قال: أرى حقا، وأرى باطلا، وأرى عرشا على الماء .

قال: "فلبس" ، فقال: "أتشهد أني رسول الله؟" قال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "آمنت بالله ورسوله " ، ثم خرج وتركه، ثم أتى مرة أخرى، فوجده في نخل له يهمهم، فآذنته أمه، فقالت: يا عبد الله ، هذا [ ص: 79 ] أبو القاسم قد جاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما لها قاتلها الله! لو تركته لبين " .

قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطمع أن يسمع من كلامه شيئا، فيعلم هو أم لا، فقال: "يابن الصائد، ما ترى؟ " قال: أرى حقا، وأرى باطلا، وأرى عرشا على الماء.

قال: "أتشهد أني رسول الله؟ " فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "آمنت بالله ورسله " ، فلبس عليه، ثم خرج وتركه، ثم جاء في الثالثة أم الرابعة، ومعه أبو بكر وعمر في نفر من المهاجرين والأنصار، وأنا معه، قال: فبادر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيديهم، ورجا أن يسمعهم من كلامه شيئا، فسبقته أمه إليه، فقالت: يا عبد الله ، هذا أبو القاسم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما لها قاتلها الله! لو تركته لبين " ، فقال: "يابن صائد، ما ترى؟ " قال: أرى حقا، وأرى باطلا، وأرى عرشا على الماء.

فقال: "أتشهد أني رسول الله؟ " ، فذكر مثله، فقال: "يابن صائد، إنا قد خبأنا لك خبيئة، فما هو؟ " قال: الدخ.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اخسأ، اخسأ " .

فقال عمر بن الخطاب : ائذن يا رسول الله فأقتله.

فقال [ ص: 80 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن يكن هو، فلست صاحبه، إنما صاحبه عيسى ابن مريم، وإلا يكن هو، فليس لك أن تقتل رجلا من أهل العهد " .

قال: فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشفقا أنه الدجال
.

قلت: فيه دليل على أنه كان من أهل العهد، ولذلك منع النبي عليه السلام عن قتله.

التالي السابق


الخدمات العلمية