صفحة جزء
باب نزول عيسى ابن مريم صلوات الله عليه.

4275 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنا عبد الله بن أبي سلمة الماجشوني ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: " والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عادلا، يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، فيفيض [ ص: 81 ] المال حتى لا يقبله أحد " .

هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد ، عن إسحاق ، عن يعقوب بن إبراهيم ، عن أبيه، عن صالح ، وأخرجه مسلم ، عن قتيبة ، عن الليث ، كل عن ابن شهاب .

قوله: " يكسر الصليب " ، يريد إبطال النصرانية، والحكم بشرع الإسلام، ومعنى قتل الخنزير: تحريم اقتنائه وأكله وإباحة قتله، وفيه بيان أن أعيانها نجسة، لأن عيسى عليه السلام إنما يقتلها على حكم شرع الإسلام، والشيء الطاهر المنتفع به لا يباح إتلافه.

وقوله: " ويضع الجزية "، معناه: أنه يضعها عن أهل الكتاب، ويحملهم على الإسلام، فقد روي عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول عيسى : " وتهلك في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك الدجال، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون " .

وقيل: معنى وضع الجزية، أن المال يكثر حتى لا يوجد محتاج ممن يوضع فيهم الجزية، يدل عليه قوله عليه السلام: " فيفيض المال حتى لا يقبله أحد " . [ ص: 82 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية