صفحة جزء
4306 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا يحيى بن بكير ، نا الليث ، عن خالد هو ابن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، " قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر، نزلا لأهل الجنة، فأتى رجل من اليهود، فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة؟ قال: بلى. [ ص: 114 ] .

قال: تكون الأرض خبزة واحدة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلينا، ثم ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: ألا أخبرك بإدامهم، قال: إدامهم بالام ونون.

قال: ما هذا؟ قال: ثور ونون يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفا "
.

هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم ، عن عبد الملك بن شعيب بن الليث ، عن أبيه، عن جده، عن خالد بن يزيد .

قوله: " كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر " ، يريد: الملة التي يصنعها السفر، فإنها لا تدحى كالرقاقة، وإنما تقلب على الأيدي حتى تستوي.

قوله: " بالام " ، ذكر الخطابي ، قال: لعله هجاء وهي ي ل، وكان المخبر يهوديا، فقلبه وهو في الحقيقة لام يا، هجاء لأي، وهو الثور الوحشي، أو لعله لغة بالعبراني، فإن العبراني لغة مصحفة من العربية حتى قيل: إن العبراني، هو العرباني، فقدموا الباء وأخروا الراء.

قلت: وهذا لفظ مشكل، والاعتراض في مثل هذا على غير ثقة تكلف. [ ص: 115 ] .

باب

قال الله سبحانه وتعالى: ( إذا الشمس كورت ) السورة . وقوله: ( وإذا السماء كشطت ) ، أي: قلعت كما يقلع السقف، يقال: كشطت الجل عن ظهر الفرس، وقشطته: إذا كشفته، وقال: ( فإذا برق البصر ) ، أي: حار للفزع، والبرق: الدهش والحيرة، روي عن ابن عباس : لكل داخل برقة، أي: دهشة، ومن فتح الراء، فهو من بريق العين وهو تلألؤه.

التالي السابق


الخدمات العلمية