1. الرئيسية
  2. إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة
  3. كتاب الحج
  4. باب وجوب الطواف بين الصفا والمروة وأن غيره لا يجزئ عنه فيه حديث أنس، وتقدم في باب الطواف، وحديث ابن عمر، وسيأتي في باب الوقوف بعرفة

إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

صفحة جزء
[ 2566 ] وعن زيد بن حارثة رضي الله عنه قال: "خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حارا من أيام مكة وهو مردفي إلى نصب من الأنصاب وقد ذبحنا له شاة فأنضجناها. قال: فلقيه زيد بن عمرو بن نفيل فحيا كل واحد منا صاحبه بتحية الجاهلية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا زيد، ما لي أرى قومك قد شنفوا لك! قال: والله يا محمد إن ذلك لغير نائلة لي منهم، ولكن خرجت أبتغي هذا الدين، فخرجت حتى أقدم على أحبار فدك، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به. قال: فقلت: ما هذا بالدين الذي أبتغي، فخرجت أقدم على أحبار الشام، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به، فقلت: ما هذا [ ص: 207 ] بالدين الذي أبتغي. فقال شيخ منهم: إنك لتسأل عن دين ما نعلم أن أحدا يعبد الله به إلا شيخا بالحرة. قال: فخرجت حتى أقدم عليه، فلما رآني قال: ممن أنت؟ قلت: أنا من أهل بيت الله، من أهل الشوك والقرظ. فقال: إن الدين الذي تطلب قد ظهر ببلادك، قد بعث نبي، قد طلع نجمه، وجميع من رأيتهم في ضلال. فلم أحس بشيء بعده يا محمد. قال: وقدم إليه السفرة. فقال: ما هذا يا محمد؟ قال: شاة ذبحناها لنصب من الأنصاب. قال: فقال: ما كنت لآكل مما لم يذكر اسم الله عليه. قال: وتفرقنا. قال زيد بن حارثة. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البيت فطاف به وأنا معه وبالصفا والمروة. قال: وكان بالصفا والمروة صنمان من نحاس أحدهما يقال له إساف، والآخر يقال له نائلة، وكان المشركون إذا طافوا تمسحوا بهما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تمسحهما؛ فإنهما رجس. فقلت في نفسي: لأمسحنهما حتى أنظر ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم فمسحتهما. فقال: يا زيد ألم تنه؟! قال: ومات زيد بن عمرو، وأنزل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد: إنه يبعث أمة وحده".

رواه أبو يعلى الموصلي وأحمد بن حنبل مختصرا والنسائي في الكبرى بسند رجاله ثقات.

التالي السابق


الخدمات العلمية