إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

صفحة جزء
[ 4035 ] قال أبو بكر بن أبي شيبة: وثنا عبد الله بن نمير، ثنا يزيد بن [زياد] بن أبي الجعد، ثنا أبو صخرة جامع بن شداد، عن طارق بن عبد الله المحاربي قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين: مرة بسوق ذي المجاز - وأنا في بياعة لي أبيعها - ومر وعليه جبة له حمراء، وهو ينادي بأعلى صوته: أيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، قال: ورجل يتبعه بالحجارة قد أدمى كعبيه وعرقوبيه ويقول: يا أيها الناس لا تطيعوه فإنه كذاب، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا غلام بني عبد المطلب. قلت: فمن هذا الذي يتبعه يرميه؟ قالوا: عمه عبد العزى - وهو أبو لهب - قال: فلما ظهر الإسلام قبل المدينة أقبلنا في ركب من الربذة، حتى نزلنا قريبا من المدينة ومعنا ظعينة لنا قال: فبينا نحن قعود إذ أتانا رجل عليه ثوبان أبيضان فسلم، فرددنا عليه، فقال: من أين أقبل القوم؟ قلنا: من الربذة وجنوب الربذة، قال: ومعنا جمل أحمر. قال: تبيعوني الجمل؟ قال: قلنا: نعم. قال: بكم؟ (قال: قلت): بكذا وكذا صاعا من تمر. قال: فما استنقصنا شيئا، وقال: قد أخذته، قال: ثم أخذ برأس الجمل حتى دخل المدينة فتوارى عنا، فتلاومنا بيننا، قلنا: أعطيتم جملكم رجلا لا تعرفونه. قالت الظعينة: لا تلوموا أنفسكم، فلقد رأيت وجها ما كان ليخفركم، ما رأيت رجلا أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه. قال: فلما كان العشاء أتى رجل فقال: السلام عليكم، إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم وإنه يأمركم أن تأكلوا حتى [ ص: 508 ] تشبعوا، وتكتالوا حتى تستوفوا. فأكلنا حتى شبعنا واكتلنا حتى استوفينا، قال: فلما كان من الغد دخلنا المدينة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب الناس وهو يقول: يا أيها الناس، يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول: أمك وأباك وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك.

فقام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع الذين قتلوا فلانا في الجاهلية، فخذ لنا بثأرنا منه قال: فرفع يديه حتى رأيت بياض [إبطيه] فقال: ألا لا تجني أم على ولد، ألا لا تجني أم على ولد".


التالي السابق


الخدمات العلمية