إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

صفحة جزء
[ 4656 ] وقال أبو يعلى الموصلي : حدثنا أبو خيثمة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: " لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ترون في هؤلاء الأسارى ؟ قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله، أنت في واد كثير الحطب، فأضرم الوادي عليهم نارا، ثم ألقهم فيه. فناداه العباس: قطع الله رحمك. قال عمر: يا رسول الله، قادة المشركين ورؤوسهم ، كذبوك وقاتلوك، اضرب أعناقهم. قال أبو بكر: يا رسول الله، عشيرتك وقومك استحيهم يستنقذهم الله بك من النار. فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته، فقال طائفة: القول ما قال عمر. وقال طائفة: القول ما قال أبو بكر. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما قولكم في هذين الرجلين ؟ إن مثلهم مثل إخوة لهم كانوا من قبلهم، قال نوح: ( رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ) وقال موسى: ( ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) [ ص: 215 ] وقال إبراهيم صلى الله عليه وسلم : ( فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) وقال عيسى صلى الله عليه وسلم : ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) وأنتم قوم بكم عيلة فلا ينقلبن أحد منكم إلا بفداء، أو بضرب عنق. قال عبد الله: قلت: إلا سهل بن بيضاء فلا يقتل ؟ فقد سمعته يتكلم بالإسلام فسكت، فما أتى علي يوم كان أشد خوفا عندي أن تلقى علي حجارة من السماء من يومي ذلك، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلا سهل بن بيضاء " .

(قلت: اختصره الترمذي اختصارا مجحفا).

التالي السابق


الخدمات العلمية