إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

صفحة جزء
17 - باب النهي عن سب الدهر

[ 5348 / 1 ] قال أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تسبوا الدهر؛ فإن الله - تبارك وتعالى - هو الدهر ".

[ 5348 / 2 ] رواه أحمد بن منيع : ثنا أبو أحمد ، ثنا سفيان، عن عبد العزيز... فذكره.

[ 5348 / 3 ] ورواه عبد بن حميد : ثنا أبو نعيم ، ثنا سفيان... فذكره.

[ 5348 / 4 ] ورواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة : ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال: حدثنيه ابن مهدي ، عن سفيان... فذكره.

[ 5348 / 5 ] ورواه أحمد بن حنبل : ثنا عبد الرحمن ووكيع، عن سفيان... فذكره. هذا حديث صحيح، وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة .

قال الحافظ المنذري : ومعنى الحديث أن العرب كانت إذا نزلت بأحدهم نازلة أو أصابته مصيبة أو مكروه يسب الدهر اعتقادا منهم أن الذي أصابه فعل الدهر، كما كانت العرب تستمطر بالأنواء وتقول: مطرنا بنوء كذا، اعتقادا أن ذلك فعل الأنواء، فكان هذا كاللعن للفاعل، ولا فاعل لكل شيء إلا الله - تعالى - خالق كل شيء وفاعله، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وكان ابن داود ينكر رواية أهل الحديث " وأنا الدهر " بضم الراء [ ص: 65 ] ويقول: لو كان كذلك كان الدهر اسما من أسماء الله - تعالى - وكان يرويه "وأنا الدهر أقلب الليل والنهار " - بفتح راء الدهر على الظرف - معناه أنا طول الدهر والزمان أقلب الليل والنهار، ورجح هذا بعضهم، ورواية من قال: "فإن الله هو الدهر " يرد هذا، والجمهور على ضم الراء، والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية