إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

صفحة جزء
24 - باب في فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له وسبحان الله وبحمده.

[ 6123 / 1 ] قال أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا أبو خالد الأحمر ، عن موسى بن عبيدة ، عن زيد بن أسلم ، عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أعلمكم ما علم نوح ابنه؟ قالوا: بلى. قال: يا بني، إني آمرك بأمرين، وأنهاك عن أمرين: أنهاك أن تشرك بالله شيئا؛ فإنه من يشرك بالله شيئا فقد حرم الله عليه الجنة، وأنهاك عن الكبر؛ فإنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه حبة خردل من كبر، وآمرك بقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير؛ فإن السموات لو كانت حلقة قصمتها، وآمرك بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة الخلق وتسبيح الخلق وبها يرزق الخلق. فقال [ ص: 418 ] رجل: يا رسول الله، أمن الكبر أن يكون للرجل الدابة يركبها أو الثوب يلبسه أو الطعام يدعو عليه أصحابه؟ قال: لا، ولكن الكبر أن تسفه الحق وتغمص الناس، وسأنبئكم بخمس من كن فيه فليس بمتكبر: اعتقال الشاة، ولبس الصوف، وركوب الحمار، ومجالس فقراء المؤمنين، وأن يأكل الرجل مع عياله".

[ 6123 / 2 ] رواه عبد بن حميد : أبنا عبيد الله بن موسى ، عن موسى بن عبيدة ... فذكره.

قلت: مدار إسناد حديث جابر هذا على موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف، لكن أصله في صحيح مسلم والسنن الأربعة من حديث عبد الله بن مسعود ، ورواه الحاكم فقال: " ولكن الكبر من بطر الحق وازدرى الناس".

وله شاهد من حديث ابن عباس ، وقد تقدم في كتاب الأدب في باب النهي عن العجب والكبر والافتخار.

وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وتقدم في الباب قبله.

قوله: "بطر الحق" بفتح الباء الموحدة والطاء المهملة جميعا: هو دفعه ورده "وغمط الناس" بفتح الغين المعجمة وسكون الميم وبالطاء المهملة: هو احتقارهم وازدراؤهم، وكذلك "غمصهم" بالصاد المهملة.

التالي السابق


الخدمات العلمية