إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

صفحة جزء
[ 6341 / 1 ] وقال أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا عبيد الله بن موسى، أبنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي قرة الكندي، عن سلمان رضي الله عنه قال: "كنت من أبناء أساورة فارس وكنت في الكتاب، وكان معي غلامان، فكانا إذا رجعا من عند معلمهما أتيا قسا فدخلا عليه فدخلت معهما عليه، فقال لهما: ألم أنهكما أن تأتياني بأحد؟ قال: فجعلت أختلف عليه حتى كنت أحب إليه منهما، فقال لي: إذا سألك أهلك: ما حبسك؟ فقل: معلمي، وإذا سألك معلمك: ما حبسك؟ فقل: أهلي. ثم إنه أراد أن يتحول فقلت له: أنا أتحول معك. فتحولت معه، فنزلنا قرية فكانت امرأة تأتيه، فلما حضر قال لي: يا سلمان احفر عند رأسي. فحفرت عند رأسه فاستخرجت جرة من دراهم، فقال لي: صبها على صدري، فصببتها على صدره فجعل يقول: ويل لاقتنائي. ثم إنه مات فهممت بالدراهم أن آخذها ثم إني ذكرت قوله فتركتها، ثم إني آذنت القسيسين والرهبان به فحضروه، فقلت لهم: إنه قد ترك مالا. قال: فقام شباب في القرية فقالوا: هذا مال أبينا. فأخذوه. قال: فقلت للرهبان: أخبروني برجل عالم أتبعه؟ قالوا: ما نعلم في الأرض رجلا أعلم من رجل بحمص. فانطلقت إليه فلقيته فقصصت عليه القصة، فقال: أو ما جاء بك إلا طلب العلم؟ قلت: (ما كان) إلا طلب العلم. قال: فإني لا أعلم اليوم في الأرض أحدا أعلم من رجل يأتي بيت المقدس كل سنة، إن انطلقت الآن وافقت حماره. فانطلقت فإذا أنا [ ص: 35 ] بحمار على باب بيت المقدس، فجلست عنده، وانطلق فلم أره حتى الحول، فجاء فقلت: يا عبد الله، ما صنعت بي؟ قال: وإنك لها هنا؟ قلت: نعم. قال: فإني والله ما أعلم اليوم رجلا أعلم من رجل خرج بأرض (تهامة) وإن تنطلق الآن توافقه، وفيه ثلاث آيات: يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، وعند غضروف كتفه اليمنى خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة لونها لون جلده. قال: فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى، حتى مررت بقوم من الأعراب فاستعبدوني فباعوني حتى اشترتني امرأة بالمدينة، فسمعتهم يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم وكان العيش عزيزا فقلت لها: هبي لي يوما. فقالت: نعم. فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته وصنعت طعاما فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وكان يسيرا فوضعته بين يديه فقال: ما هذا؟ قلت: صدقة. قال: فقال لأصحابه: كلوا. ولم يأكل. قلت: فهذه من علامته، ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث ثم قلت لمولاتي: هبي لي يوما. قالت: نعم. فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته بأكثر من ذلك وصنعت طعاما فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس بين أصحابه فوضعته بين يديه فقال: ما هذا؟ فقلت: هدية. فوضع يده وقال لأصحابه: خذوا بسم الله. وقمت خلفه فوضعت رداءه فإذا خاتم النبوة فقلت: أشهد أنك رسول الله قال: وما ذاك؟ فحدثته عن الرجل ثم قلت: أيدخل الجنة يا نبي الله؟ فإنه حدثني أنك نبي؟ فقال: لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة. فقلت: يا رسول الله، إنه حدثني أنك نبي! فقال: لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة".

[ 6341 / 2 ] رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة : ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا شريك، عن عبيد المكتب، عن أبي الطفيل، عن سلمان قال: "خرجت إلى الشام في طلب العلم فدللت على راهب فسألتهم عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: قد بلغنا أن نبيا قد ظهر بأرض تهامة. قال: فدخلت إلى المدينة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم بقناع من تمر فقال: هدية هذا أم صدقة؟ قلت: بل صدقة. قال: فقبض يده وأشار إلى أصحابه أن كلوا. قال: ثم أتيته بقناع من تمر. فقال: هدية هذا أم صدقة؟ قلت: بل هدية. قال: فمد يده فأكل وأشار إلى أصحابه أن كلوا. قال: فقمت على رأسه ففطن لما أريد قال: فألقى رداءه عن ظهره قال: فرأيت خاتم النبوة في ظهره قال: فأكببت عليه فشهدت. قال: وكاتبت وسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن مكاتبتي فناولني هنيهة من ذهب فلو وزنت بأحد كانت أثقل منه".

[ ص: 36 ]

[ 6341 / 3 ] ورواه أحمد بن حنبل : ثنا يحيى بن إسحاق، ثنا إسرائيل، عن عبيد المكتب، عن أبي الطفيل، عن سلمان قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة".

[ 6341 / 4 ] قال: وثنا أبو كامل، ثنا إسرائيل، ثنا أبو إسحاق، عن أبي قرة... فذكره.

[ 6341 / 5 ] قال: وثنا يعقوب حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني عاصم بن قتادة الأنصاري، عن محمود بن لبيد، عن عبد الله بن عباس، حدثني سلمان الفارسي... فذكره مطولا.

التالي السابق


الخدمات العلمية