إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

صفحة جزء
2 - باب فيما كان في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه.

[ 7369 / 1 ] عن عبد الله بن حوالة الأزدي رضي الله عنه قال: "أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل دومة وكان يملي عليه فقال: يا ابن حوالة ألا أكتبك؟ فقلت: ما خار الله لي ورسوله. فجعل يملي ويملي، ونظرت فإذا اسم أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - فعرفت أنهما لا يكتبان إلا في خير، فقال لي: يا ابن حوالة، ألا أكتبك؟ فقلت: بلى يا رسول الله، ثم قال: كيف أنت يا ابن حوالة إذا نشأت فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي؟ فقلت: ما خار الله لي ورسوله. ثم قال: يا ابن [ ص: 6 ] حوالة، كيف أنت إذا نشأت أخرى كأن الأولى فيها كنفجة أرنب كأنها صياصي بقر؟ قلت: ما خار الله لي ورسوله. قال: ومر رجل مقنع فقال: هذا وأصحابه يومئذ على الحق. فأتيته فأخذت بمنكبيه وأقبلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هذا يا رسول الله؟ قال: هذا. فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه ".

[ 7369 / 2 ] وفي رواية "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: "تهجمون على رجل معتجر ببردة من أهل الجنة يبايع الناس. قال: فهجمنا على عثمان بن عفان معتجر ببردة يبايع الناس ".

رواه أبو داود الطيالسي بسند صحيح.

[ 7369 / 3 ] وأحمد بن حنبل ولفظه عن ابن حوالة قال: "أتيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل دومة وعنده كاتب له يملي عليه، فقال: ألا أكتبك يا ابن حوالة؟ فقلت: ما أدري ما خار الله لي ورسوله. فأعرض عني وأكب على كاتبه يملي عليه، ثم قال: أنكتبك يا ابن حوالة؟ قلت: ما أدري ما خار الله لي ورسوله، فأعرض عني وأكب على كاتبه يملي عليه قال: فنظرت فإذا في الكتاب عمر فعرفت أن عمر رضي الله عنه لا يكتب إلا في خير، ثم قال: أنكتبك يا ابن حوالة؟ قلت: نعم. فقال: يا ابن حوالة، كيف تفعل في فتن تخرج من أطراف الأرض كأنها صياصي بقر؟ قلت: لا أدري ما خار الله لي ورسوله. قال: فكيف تفعل في أخرى تخرج بعدها كأن الأولى فيها انتفاخة أرنب؟ قلت: لا أدري ما خار الله لي ورسوله. قال: اتبعوا هذا. ورجل مقفى يومئذ، فانطلقت فسعيت فأخذت بمنكبيه، فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هذا؟ فقال: نعم. فإذا هو عثمان بن عفان ".

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وسيأتي لفظه في باب الإيمان بالشام.

وله شاهد صحيح من حديث مرة البهزي وتقدم في مناقب عثمان. [ ص: 7 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية