إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

صفحة جزء
[ 7893 / 1 ] وعن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال: "قال أعرابي: يا رسول الله، ما حوضك هذا الذي تذكر؟ قال: من البيضاء إلى بصرى، ثم يمدني الله - عز وجل - فيه بما شاء، يرد حوضي فقراء المهاجرين الذين قتلوا في سبيل الله وماتوا في سبيل الله، وقد [ ص: 251 ] وعدني ربي - عز وجل - أن يسقيني أو يوردني الكراع، وقد وعدني ربي - عز وجل - أن يدخل من أمتي سبعين ألفا الجنة بغير حساب، وتشفع كل ألف من هؤلاء السبعين ألفا في آبائهم وذرياتهم. قالوا: يا رسول الله، ففي الجنة فاكهة؟ قال: نعم، بها شجرة يقال لها: طوبى تطابق الفردوس. قال: فهل تشبه شيئا من شجر أرضنا؟ قال: لا، هل أتيت الشام؟ قال: لا، قال: بالشام شجرة تشبهها يقال لها الجوزة، وقال: ينشر أعلاها وهي على ساق. قال: يا رسول الله، فما عظم ساقها؟ قال: لو ركبت جذعا من إبل أهلك ما أحطت بها حتى تندق ترقوته هرما. قال: يا رسول الله، فهل في الجنة عنبا؟ قال: نعم. قال: فما عظم العنقود منه؟ قال: مسيرة شهر للغراب يطير لا يقع ولا يني ولا يفتر. قال: فما عظم الحبة منه؟ قال: هل ذبح أبوك تيسا من غنمه فألقى إهابه إلى أمك فقال: أفريه دلوا نروي به ماشيتنا، لعل هذا أن يكون مثل الحبة منه. قال: إن هذه لتكفيني وأهل بيتي؟ قال: نعم وعشيرتك ".

رواه أبو يعلى الموصلي واللفظ له، وأحمد بن حنبل ، والطبراني في الكبير والأوسط، والبيهقي.

[ 7893 / 2 ] ورواه ابن حبان في صحيحه بلفظ: "إن ربي وعدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب، ثم يتبع كل ألف سبعين ألفا، ثم يحثي بكفه ثلاث حثيات. فكبر عمر، فقال صلى الله عليه وسلم: إن السبعين الألف الأول يشفعهم في آبائهم وأمهاتهم، وأرجو أن يجعل الله أمتي أدنى الحثوات الأواخر ".

قوله: أفري لنا منه ذنوبا أي: شقي واصنعي. الذنوب: بفتح الذال المعجمة هو الدلو، وقيل: لا يسمى ذنوبا إلا إذا كانت ملأى أو دون الملئ. [ ص: 252 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية