باب الدليل على أن 
الإيمان والإسلام على الإطلاق عبارتان عن دين واحد . 
قال الله عز وجل : ( 
إن الدين عند الله الإسلام  ) . 
وقال : ( 
قولوا آمنا بالله  ) . 
فصح أن قولنا : آمنا بالله إسلام . وقال في قصة 
لوط :   ( 
فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين  ) . 
فسماهم مرة مؤمنين ، ومرة مسلمين ، وإنما أراد تمييزهم عن غيرهم بأديانهم ، فصح أن الإيمان والإسلام اسمان لدين واحد ، وإن كانت حقيقة الإسلام التسليم ، وحقيقة الإيمان التصديق ، فاختلاف الحقيقة فيهما لا يمنع من أن يجعلا اسما لدين واحد كالغيث والمطر هما اسمان لمسمى واحد ، وإن كان حقيقة الغيث في اللسان غير حقيقة المطر " .  
[ ص: 110 ]