1. الرئيسية
  2. الجامع لشعب الإيمان
  3. الثامن من شعب الإيمان ، وهو باب في حشر الناس بعد ما يبعثون من قبورهم إلى الموقف الذي بين لهم من الأرض
صفحة جزء
[ 255 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر بن عبد الله ، أخبرنا الحسن بن سفيان ، حدثنا الحكم بن موسى ، حدثنا يحيى بن حمزة ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : حدثني سليم بن عامر ، حدثني المقداد بن الأسود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل " .

قال سليم بن عامر : فوالله ما أدري ما عنى بالميل أمسافة الأرض أم الميل الذي يكحل به العين ؟ قال : " فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ، ومنهم من يكون إلى ركبتيه ، ومنهم من يكون إلى حقويه ، ومن يلجمه إلجاما .

قال : وأومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فيه
[ ص: 417 ] رواه مسلم في الصحيح ، عن الحكم بن موسى " وقد ذكرنا سائر الأحاديث فيه في كتاب البعث قال الله عز وجل : ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ، ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) .

وقال عز وجل : ( وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ) .

وقال تعالى : ( عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) .

وقال : ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ، إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) وأخبر أن الذين يقرؤون كتبهم يقولون : ( مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ) .

وإن من أوتي كتابه بيمينه فيقول : ( هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضية في جنة عالية ) .

( وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ) [ ص: 418 ] ، ( فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا ) .

وإذ وقف الناس على أعمالهم من الصحف التي يؤتونها حوسبوا بها ، ولعل ذلك والله أعلم ؛ لأن الناس إذا بعثوا لا يكونون ذاكرين لأعمالهم فإن الله عز وجل قال : ( يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه ) .

فإذا ذكروها ووقفوا عليها حوسبوا عليها ، وقد جاء في كيفية المحاسبة أخبار ذكرناها في كتاب البعث والنشور " منها :

التالي السابق


الخدمات العلمية