1. الرئيسية
  2. الجامع لشعب الإيمان
  3. الثامن من شعب الإيمان ، وهو باب في حشر الناس بعد ما يبعثون من قبورهم إلى الموقف الذي بين لهم من الأرض
صفحة جزء
[ 270 ] قال : وأخبرنا ابن أبي الدنيا ، حدثنا سعدويه ، عن مبارك بن فضالة ، قال : [ ص: 434 ] سمعت الحسن يقول : " إن الله لا يجازي عبده المؤمن بذنوبه ، والله ما جازى الله عبدا قط بالخير ، والشر إلا هلك ، ولكن الله إذا أراد بعبد خيرا أضعف له الحسنات ، وألقى عنه السيئات .

قال الحليمي رحمه الله : " وإذا كان من المؤمنين من يكون أدنى إلى رحمة الله فيدخله الجنة بغير حساب ، فليس ببعيد أن يكون من الكفار من هو أدنى إلى سخط الله فيدخله النار بغير حساب .

قال البيهقي رحمه الله : " وقد قال الله عز وجل : ( ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ) .

وقال : ( فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ) .

( فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ) .

( يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام ) .

وقال : ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم وقفوهم إنهم مسئولون ) .

وقال ( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) ولا اختلاف بين هذه الآيات ووجه الجمع ما روينا عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس أنه قال : لا يسألهم عن عملهم كذا وكذا . ؛ لأنه أعلم بذلك منهم ولكن يقول : عملتم كذا وكذا " . [ ص: 435 ]

وروينا عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله : ( ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ) .

يقول : " لا يسأل كافر عن ذنبه كل كافر معروف بسيماه " ، وفي قوله : ( فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ) .

يعني : " يوم تشقق السماء وتكور لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ، وذلك عند الفراغ من الحساب ، وكل معروف يعرف المجرمون بسيماهم ، أما الكافر فبسواد وجهه وزرقة عينيه ، وأما المؤمن فأغر محجل من أثر الوضوء " .

[ 271 ] أخبرنا أبو عبد الرحمن الدهان ، أخبرنا الحسين بن محمد بن هارون ، أخبرنا اللباد ، حدثنا يوسف بن بلال ، حدثنا محمد بن مروان ، عن الكلبي فذكره وقال الحليمي رحمه الله : " معنى قوله : ( ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ، ) وقوله : ( فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ) .

سؤال التعرف لتمييز المؤمن عن الكافر ، أي إن الملائكة لا تحتاج أن تسأل أحدا يوم القيامة فتقول : ما كان ذنبك ، وما كنت تصنع في الدنيا حتى يتبين له بأخباره عن نفسه أنه كان مؤمنا أو كافرا لكن المؤمنين يكونون ناضري الوجوه [ ص: 436 ] مشروحي الصدور ، والمشركين يكونون سود الوجوه ، زرقا مكروبين ، فهم إذا كلفوا سوق المجرمين إلى النار ، وتمييزهم في الموقف عن المؤمنين كفتهم مناظرهم عن تعرف ذنوبهم والله أعلم " وقال البيهقي رحمه الله : " وهذا الذي ذكره الحليمي أشبه أن يكون مأخوذا مما روينا عن تفسير الكلبي ، وبمعناه ذكر مقاتل بن سليمان في الآية الأخيرة غير أنه لم يذكر الفراغ من الحساب ، فقال : في قوله تعالى : ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ذلك أن كفار مكة قالوا : لو أن عندنا ذكرا يعني خبرا من الأولين بم أهلكوا ، فأنزل الله عز وجل : ( ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ) .

يقول : لا يسئل مجرمو هذه الأمة عن ذنوب الأمم الماضية الذين عذبوا في الدنيا ، فإن الله تعالى قد أحصى أعمالهم الخبيثة وعلمها " .

[ 272 ] أخبرنا الأستاذ أبو إسحاق ، حدثنا عبد الخالق بن الحسن ، أخبرنا عبد الله بن ثابت ، أخبرني أبي ، عن الهذيل ، عن مقاتل فذكره . [ ص: 437 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية