صفحة جزء
[ 292 ] أخبرنا أبو عبد الرحمن بن محبوب الدهان ، حدثنا الحسين بن محمد بن هارون ، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر ، حدثنا يوسف بن بلال ، حدثنا محمد بن مروان ، حدثني الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : إن مقيس بن صبابة وجد أخاه هشام [ ص: 469 ] بن صبابة مقتولا في بني النجار ، وكان مسلما ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر له ، فأرسل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا من بني فهر ، وقال له : " ائت بني النجار فأقرئهم مني السلام ، وقل لهم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم إن علمتم قاتل هشام أن تدفعوه إلى أخيه فيقتص منه ، وإن لم تعلموا له قاتلا أن تدفعوا إليه ديته " .

فأبلغهم الفهري ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : سمعا وطاعة لله ولرسول الله والله ما نعلم له قاتلا ، ولكنا نؤدي إليه ديته ، قال : فأعطوه مائة من الإبل ، ثم انصرفا راجعين نحو المدينة ، وبينهما وبين المدينة قريب ، فأتى الشيطان مقيس بن صبابة فوسوس إليه فقال : أي شيء صنعت ؟ تقبل دية أخيك فيكون عليك سبة ، اقتل الذي معك فيكون نفس مكان نفس ، وفضل بالدية قال : فرمى إلى الفهري بصخرة ، فشدخ رأسه ثم ركب بعيرا منها ، وساق بقيتها راجعا إلى مكة كافرا فجعل يقول في شعره :


قتلت به فهرا وحملت عقله سراة بني النجار أرباب قارع     وأدركت ثأري واضطجعت موسدا
وكنت إلى الأوثان أول راجع

قال : فنزلت فيه هذه الآية : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم ) إلى آخر الآية .


قال البيهقي رحمه الله : " وجواب آخر ، وهو ما روينا عن أبي مجلز لاحق بن حميد ، وهو من كبار التابعين أنه قال في قوله : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم ) قال : هي جزاؤه فإن شاء الله أن يتجاوز عن جزائه فعل .

التالي السابق


الخدمات العلمية