صفحة جزء
[ 312 ] أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق ، حدثنا موسى يعني ابن إسحاق الأنصاري ، حدثنا عبد الله بن أبي شيبة ، حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا شيبان ، قال : قال قتادة : سمعت أبا نضرة يحدث ، عن سمرة بن جندب أنه ، [ ص: 497 ] سمع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم يقول : " إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ، ومنهم من تأخذه إلى حجزته ، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته " رواه مسلم ، عن ابن أبي شيبة وفي رواية سعيد ، عن قتادة : " ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه " . قال البيهقي رحمه الله : وروينا في الحديث الثابت ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم " في حديث الرؤية والصراط ومرور المؤمنين عليه ، ثم قولهم : أي ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا ، ويصومون معنا ، ويحجون ، ويجاهدون معنا فأخذتهم إلى النار ، فيقول : اذهبوا فمن عرفتم صورته فأخرجوه ، وتحرم صورهم على النار فيجدون الرجل قد أخذته النار إلى قدميه ، وإلى أنصاف ساقيه ، وإلى ركبتيه ، وإلى حقويه فيخرجون منها بشرا كثيرا ، ثم يعودون فيتكلمون فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال قيراط خير فأخرجوه فيخرجون بشرا كثيرا ، ثم يعودون فيتكلمون ، فلا يزال [ ص: 498 ] يقول ذلك حتى يقول : اذهبوا وأخرجوا من وجدتم في قلبه مثقال ذرة فأخرجوه " .

وكان أبو سعيد إذا حدث بهذا الحديث يقول : " وإن لم تصدقوني ، فاقرؤوا : (
إن الله لا يظلم مثقال ذرة ، وإن تك حسنة يضاعفها ) الآية فيقولون : ربنا لم نذر فيها خيرا فيقول هو : بقي أرحم الراحمين . قال : " فيقول : قد شفعت الملائكة ، وشفع النبيون ، وشفع المؤمنون ، فهل بقي إلا أرحم الراحمين ؟ فيأخذ قبضة من النار " . قال : " فيخرج قوما قد عادوا حمما لم يعملوا لله عمل خير قط ، فيطرحون في نهر الجنة يقال له نهر الحياة ، فينبتون فيه والذي نفسي بيده ، كما ينبت الحبة في حميل السيل ، ألم تروها وما يليها من الظل أصيفر ، وما يليها من الشمس أخيضر ، قلنا : يا رسول الله ، كأنك كنت في الماشية " . قال : " فينبتون كذلك فيخرجون أمثال اللؤلؤ ، فيحلون في رقابهم الخواتيم ، ثم يرسلون في الجنة هؤلاء الجهنميون هؤلاء الذين أخرجهم الله من النار بغير عمل عملوه ولا خير قدموه . قال الله عز وجل : خذوا فلكم ما أخذتم فيأخذون حتى ينتهوا " . قال : " ثم يقولون لو يعطينا الله ما أخذنا! فيقول الله عز وجل : إني أعطيتكم أفضل مما أخذتم " . ثم قال : " فيقولون : أي ربنا وما أفضل مما أخذنا ؟ فيقول : رضواني فلا أسخط .


التالي السابق


الخدمات العلمية