صفحة جزء
فصل في القصاص من المظالم .

[ 338 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن نعيم ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال أتدرون من المفلس ؟ " قالوا : المفلس من لا درهم له ولا متاع ، فقال : " إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرح في النار " .

رواه مسلم في الصحيح ، عن قتيبة [ ص: 523 ]

قال البيهقي رحمه الله : " وقد ذكرنا متن هذا الحديث في باب زيادة الإيمان ، ونقصانه وقد ذكرنا تفسيره ، وهو أن من لم ير إحباط الحسنة بالسيئة في الإيمان يقول : يعطى خصمه من أجر حسناته الذي تقابل عقوبة سيئاته ، ولا يذهب جميعه ؛ لأن أجر حسناته لا نهاية له ، وعقوبة سيئاته له نهاية فلا يستحق ما لا نهاية له بما له نهاية ، وقوله : إن فنيت حسناته يعني آخرها قابل منها بسببه ، والله أعلم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية