صفحة جزء
[ 3410 ] أخبرناه أبو بكر بن فورك ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود ، حدثنا وهيب ، عن داود بن أبي هند ، عن الوليد بن عبد الرحمن ، عن جبير بن نفير ، عن أبي ذر قال : صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم بنا شيئا من الشهر حتى إذا كانت ليلة أربع وعشرين السابع مما يبقى صلى بنا حتى كاد أن يذهب ثلث الليل ، فلما كانت ليلة خمس وعشرين لم يصل بنا فلما كانت ليلة ست وعشرين الخامسة مما يبقى ، صلى بنا حتى كاد أن يذهب شطر الليل ، فقلت : يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا! فقال : "لا ، إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " .

فلما كانت ليلة سبع وعشرين لم يصل بنا ، فلما كان ليلة ثمان وعشرين - أظنه قال - جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله واجتمع له الناس فصلى بنا حتى كاد أن يفوتنا الفلاح ثم يا ابن أخي لم يصل بنا شيئا من الشهر .
قال : والفلاح السحور .

قال أحمد : فعلى هذا يحتمل أن يكون المراد بالخبرين الأولين في طلبها من أوتار العشر أوتارها إذا عدت من آخرها فيكون موافقا لهذه الأخبار .

ويحتمل أن يكون قال ذلك في سنة علم أنها في أوتارها من أول العشر فحرض [ ص: 269 ] أصحابه على التماسها منها ، ثم في سنة أخرى علم أنها في أوتارها إذا عدت من آخرها وهي أشفاعها إذا عدت من أولها فحرضهم على طلبها منها .

وقد روي عن أبي قلابة أنها تجول في ليالي العشر يعني ففي سنة تكون ليلة إحدى وعشرين وفي سنة أخرى تكون ليلة غيرها .

ومن قال هذا قال : فضيلتها الآن بعدما نزل القرآن في نزول الملائكة ، ونزول الملائكة بإذن الله تعالى ، وقد يختلف في هذه الليالي فأية ليلة نزلت يضاعف فيها عمل من عمل فيها ، وقد ذهب أبي بن كعب إلى أنها ليلة سبع وعشرين .

التالي السابق


الخدمات العلمية