صفحة جزء
فصل في أصحاب الأعراف

قال البيهقي رحمه الله : روينا عن ابن عباس أنه قال : " الأعراف : هو الشيء المشرف " .

وروينا عن حذيفة بن اليمان أنه قال : " أصحاب الأعراف : قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار ، وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة ، فإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا : ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربك فقال لهم : قوموا فادخلوا الجنة فإني قد غفرت لكم " . وروي ذلك مرفوعا بمعناه . [ ص: 587 ]

وفي حديث علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : ( وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ) .

قال : " يعرفون أهل النار بسواد الوجوه وأهل الجنة ببياض الوجوه " ، قال : " والأعراف هو السور بين الجنة والنار " ، وقوله : ( لم يدخلوها وهم يطمعون ) .

قال : " هم رجال كانت لهم ذنوب عظام ، وكان جسيم أمرهم لله عز وجل يقومون على الأعراف ، فإذا نظروا إلى الجنة طمعوا أن يدخلوها ، وإذا نظروا إلى النار تعوذوا بالله منها فأدخلهم الله الجنة " ، فذلك قوله : ( أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ) يعني أصحاب الأعراف ( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ، ولا أنتم تحزنون ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية