صفحة جزء
[ 5961 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، [ ص: 376 ] حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، وأبو الأسود ، وأبو زيد ، ويزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب ، قالوا أخبرنا المفضل بن فضالة ، حدثني عياش بن عباس ، عن أبي الحصين الهيثم بن شفي سمعه يقول : خرجت أنا وأبو عامر المعافري لنصلي بإيلياء ، وكان قاصهم رجلا من الأزد يقال له أبو ريحانة من الصحابة قال أبو الحصين : فسبقني صاحبي إلى المسجد ثم أدركته فجلست إلى ناحيته ، فسألني هل أدركت قصص أبي ريحانة ؟ فقلت له : لا فقال : سمعته يقول : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشر : الوشر ، والوشم ، والنتف ، وعن مكامعة الرجل الرجل بغير شعار ، [ ص: 377 ] ومكامعة المرأة المرأة بغير شعار ، وأن يجعل الرجل أسفل ثيابه حريرا مثل الأعاجم ، أو يجعل على منكبيه حريرا مثل الأعاجم ، وعن النهبى ، وركوب النمور ، ولبوس الخاتم إلا لذي سلطان .

قال الحليمي رحمه الله : ولعل النهي يعني أن يجعل أسفل ثيابه أو على منكبيه حريرا إذا أكثر الحرير وصار المقصود من ذلك الثوب ما فيه من الحرير ، وأما جلد النمر فإنما حرمه لشعره ، فإن شعر الميتة نجس ، والدباغ إنما يكون للجلد فلا يطهر غيره وأما الخاتم لغير ذي سلطان فيحتمل أن يكون المراد به ذا السلطان ، ومن في معناه ؛ لأن السلطان يحتاج إلى الخاتم ليختم به كتبه ، ويختم به على أموال العامة ، والطينة التي ينفذها إلى الذين يستعدي عليهم ، فكل من كانت بينه وبين الناس معاملات يحتاج لأجلها إلى المكاتبة ، وعنده من ماله أو من مال غيره ما يحتاج إلى الختم عليه للمبالغة في حفظه ، فهو في معنى السلطان ، وله إمساك الخاتم ، فأما من لا يمسك الخاتم إلا للتحلي به دون غرض آخر يكون له ، فهذا الحديث أوجب أن يكون ذلك من الفعل الذي يدخله معنى الخيلاء فينهى عنه والله أعلم .

قال الشيخ : " ويحتمل أن يكون النهي عن لبوس الخاتم إلا لذي سلطان تنزيها وقد ذكر الحليمي معناه .

قال الحليمي رحمه الله : ولا ينبغي لأحد أن يحلي لجام فرسه بذهب ، ولا فضة ، وذلك مخالف لأن يتختم بالفضة ، أو يحلي سيفه أو منطقته بفضة فيجوز لأنه إنما جعل له من حلية الفضة في سيفه ، ومنطقته ما قل ، ولم يدخل في حد السرف ، ونفس مجاوزة ذلك إلى حلية الدابة سرف ؛ لأن الدابة حاملته فلا تكون حليتها حلية له ، وهو يحمل مصحفه ، وسيفه ، ومنطقته ، فكانت حليتها حلية له كالخاتم ، وقد ذكرنا ما ورد في معناه في " كتاب السنن " .

[ ص: 378 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية