1. الرئيسية
  2. الجامع لشعب الإيمان
  3. السادس والأربعون من شعب الإيمان وهو باب في السرور بالحسنة والاغتمام بالسيئة
صفحة جزء
[ 6605 ] أ - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد إملاء ، حدثنا عبد الملك بن محمد ، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، حدثنا شعبة ، عن أبي عمران الجوني ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر أنهم قالوا : يا رسول الله الرجل يعمل لآخرته ويحبه الناس ، قال : " تلك عاجل بشرى المؤمن " [ ص: 238 ]

[ 6605 ] ب - وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أخبرنا أحمد بن سلمان الفقيه . . . فذكره بإسناده مثله .

[ 6606 ] أخبرنا أبو بكر بن فورك ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود ، حدثنا سعيد بن سنان أبو سنان ، حدثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قيل : يا رسول الله ، الرجل يعمل يسره ، وإذا اطلع عليه سره ذلك ، وأعجبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " له أجران أجر العلانية وأجر السر " .

قال يونس : ذكر عن أبي عبيد أنه فسره : أن لا يكون اطلع عليه على عمل سوء .

قال أحمد : وروى هذا الحديث الأعمش عن حبيب عن أبي صالح عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا .

[ ص: 239 ] [ 6607 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي من أصله قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الحسن بن إسحاق بن يزيد العطار ، حدثنا أحمد بن أسد الكوفي ، حدثنا يحيى بن اليمان ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ذكوان ، عن أبي مسعود ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني أعمل العمل أسره فيظهر فأفرح به ، فقال : " كتب لك أجران " .

[ 6608 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر أحمد بن إسحاق ، حدثنا محمد بن سليمان ، حدثنا أحمد بن أسد أبو عاصم البجلي . . . فذكره بإسناده مثله ، زاد : " أجر السر والعلانية " .

[ 6609 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن إسماعيل بن نعيم ، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، أخبرنا أحمد بن أسد البجلي . . . فذكره بإسناده وبزيادته . [ ص: 240 ]

قال الحليمي رحمه الله : وروي عن عبد الرحمن بن مهدي ، أنه قال : معناه : فإذا اطلع عليه سرني ، ليقتدى بي ويعمل مثل عملي ، ليس أنه يسره أن يذكر ويثنى عليه ، وإنما هو كقوله صلى الله عليه وسلم : " من سن سنة حسنة فله أجرها ، وأجر من عمل بها " .

وكما روي : أن رجلا قام من الليل يصلي ، فرآه جار له ، فقام يصلي فغفر للأول يعني : أن الثاني قد أخذ عنه وتابعه .

وهذا محتمل ، ويحتمل غيره ، وهو أنه إذا عمل خيرا سره أن يذكر به ، فيكون محمودا في الناس ، لا مذموما ، ولا حمد أبلغ من أن يقال : إنه قوام بحق ربه ، وليس هذا من المراءاة في شيء ، إنما المراءاة أن يعمل الخير لا يريد به وجه الله تعالى ، ولا يبتغي به مرضاته ، ولا ثوابه ، إنما يريد به أن يقول الناس : هذا رجل خير ، فأما أن يعمل لله بالحقيقة ، ويسره أن يعلم الناس منه أنه من عمال الله ، فإن مدحوه مدحوه بصلاحه لعبادة الله ، لا لغير ذلك مما يمدح به الناس ، ويثني بعضهم على بعض من أمور الدنيا ، فليس هذا من الرياء في شيء ، ألا ترى أن الله تعالى ذم قوما ( ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ) .

فدل ذلك على أن من أحب أن يحمد بما فعل فلا ذم ، وكيف يذم من أراد أن تكون إضافته إلى الله لا إلى غيره ، كما جعل همه مقصورا على عبادته دون غيرها ، إنما المذموم من يعمل ما أمر أن يبتغي به وجهه مريدا به وجه غيره ، والفرق بينهما ظاهر لمن أنصف .

قال : واحتج ذلك القائل بأن الحديث جاء بكراهية أن يزكى الرجل في وجهه ، فيقال له : هذا إن يثنى عليه في وجهه فيمتلئ منه عجبا وبذخا ، ويقول في نفسه : أنا الممدوح بكذا وكذا ، ويستهين بذلك غيره ، وما قلناه غير هذا ، وهو أن يسمع الرجل يضاف إلى مولاه بالطاعة ، وحسن العبادة ، فيسره أن الله تعالى أنزله منزلة الكرامة من نفسه ، وجمع له بين الحسنتين إحداهما أن وفقه لعبادته ، والأخرى أن جعله ما إذا مدح باسمه ، وأضيف إلى ما يكون مرجعه إليه من عبادته ، ولم يجعله يمدح بما يمدح [ ص: 241 ] به أبناء الدنيا وأهلها ، الراكنون إليها وبينهما بون بعيد ، ولولا أن هذا هكذا لما كان ذلك عاجل بشرى المؤمن ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .

قال الإمام أحمد رحمه الله : والذي رويناه فيما مضى في معنى الإخلاص أنه الذي لا يحب أن يحمد على عمله فهو أن يكون عمله لله ، لا ليحمد ، ثم إن علم به فحمد عليه وسره ذلك ، فلا يخرجه من الإخلاص كما روينا في سائر الحديث والله أعلم .

والذي رواه الحليمي عن عبد الرحمن بن مهدي فقد رويناه أيضا عن ابن عيينة كما .

[ 6610 ] أخبرناه عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، حدثنا أبو الطيب المظفر بن سهل الخليلي العابد بمكة ، حدثنا إسحاق بن أيوب بن حسان الواسطي ، عن أبيه ، قال : سمعت سفيان بن عيينة وقد سأله رجل عن قول الصحابي للنبي صلى الله عليه وسلم : إني أسر العمل ، فإذا اطلع عليه سرني ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لك أجران أجر السر وأجر العلانية " .

قال ابن عيينة : هذا من أجود الأحاديث وأحكمها للرجل يسر العبادة ، فيطلع عليه مطلع فيعمل بمثل عمله ، فيسره إذا بلغه أن فلانا قد عمل بما عملت ، وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من سن سنة حسنة فله أجرها ، وأجر من عمل بها " .

وأما قول عبد الرحمن ففيما .

التالي السابق


الخدمات العلمية