صفحة جزء
[ 6623 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق ، أخبرنا إسماعيل بن قتيبة ، حدثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا حماد بن زيد - ح .

قال : وأخبرنا أحمد بن يعقوب الثقفي ، حدثنا يوسف بن يعقوب ، حدثنا أبو الربيع ، حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا ثابت البناني ، عن أبي بردة ، عن الأغر المزني - وكانت له صحبة - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه ليغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة " [ ص: 250 ]

رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأبي الربيع .

وروينا في الحديث الثابت عن ابن شهاب الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال : قال أبو هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " والله إني لأستغفر وأتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة " .

[ 6624 ] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال : سمعت عبد الواحد بن محمد يقول : سمعت بندار بن الحسين يقول : استحسنت لأبي بكر بن طاهر قوله في الغين : إن الله أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على ما يكون في أمته من بعده من الخلاف وما يصيبهم فيه ، فكان إذا ذكر ذلك وجد غينا في قلبه ، فاستغفر لأمته .

قال الإمام أحمد : زعم بعض أهل العلم أن الغين شيء يغشى القلب ، فيغطيه [ ص: 251 ] بعض التغطية ، ولا يحجبه عما يشاهده ، وهو كالغيم الرقيق الذي يعرض في الهواء ، فلا يكاد يحجب عن الشمس ، ولا يمنع ضوءها ، والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر أنه يغشى قلبه ما هذه صفته ، وذكر أنه ليستغفر الله في كل يوم مائة مرة .

[ 6625 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت الأستاذ أبا سهل محمد بن سليمان الحنفي يقول : قوله " ليغان على قلبي " له تأويلان : أحدهما : مختص به أهل الإشارة ، وهو حملهم إياه على غشية السكرة التي هي الصحو في الحقيقة ، ومعنى الاستغفار عقيبها على التخسير للكشف عنها ، وأهل الظاهر يحملونها على الخطرات العارضة للقلب ، الطلبات الواردة عليه ، الشاغلة له بهذه الغشية الملابسة ، ثم يستدركها صلى الله عليه وسلم بالاستغفار والإنابة والرجوع منها إلى ربه عاتبا على قلبه . فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم هذا وصفه فما ظنك بالخليقة المنهمكة في الهلكة ، وبالله العياذ وبه الاعتصام وعليه التوكل .

قال الإمام أحمد : ومن أهل العلم من حمل ذلك على ما يهمه من أمر أمته حين أخبر بما يكون فيهم من الآفات ، والاستغفار الذي كان بعده كان لأمته .

قلت : ومنهم من زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان نقله من حال إلى حال هو أرفع منه ، فإذا رفع إلى درجة رأى ما نقل عنها تقصيرا في واجب حق الله ، فرأى ذلك غينا يجب له الاستغفار منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية