صفحة جزء
[ 6728 ] أخبرنا أبو علي الروذباري ، أخبرنا أبو بكر بن داسة ، حدثنا أبو داود ، حدثنا [ ص: 334 ] عبد الله بن محمد النفيلي ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني رجل [ ص: 335 ] من أهل الشام يقال له : أبو منظور ، عن عمه ، حدثني عمي ، عن عامر الرام أخي الخضر - قال النفيلي : هو الخضر - ولكن كذا قال محمد بن سلمة : أنى لبلادنا إذ رفعت لنا رايات وألوية ، فقلت : ما هذا ؟ قالوا : هذا لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيته وهو جالس تحت شجرة قد بسط له كساء وهو جالس عليه ، وقد اجتمع إليه أصحابه ، فجلست إليهم ، فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسقام ، فقال : " إن المؤمن إذا أصابه السقم ، ثم أعفاه الله منه ، كان كفارة لما مضى من ذنوبه ، وموعظة له فيما يستقبل ، وإن المنافق إذا مرض ثم أعفي كان كالبعير عقله أهله ، ثم أرسلوه فلم يدر لم عقلوه ولم أرسلوه " .

فقال رجل ممن حوله : يا رسول الله وما الأسقام ؟ والله ما مرضت قط ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " قم عنا فلست منا " فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل عليه كساء في يده شيء قد التف عليه ، فقال : يا رسول الله! إني لما رأيتك أقبلت فمررت بغيضة شجر فسمعت فيها أصوات فراخ طائر ، فأخذتهن فوضعتهن في كسائي ، فجاءت أمهن فاستدارت على رأسي ، فكشفت لها عنهن ، فوقعت عليهن أمهن ، فلففتهن بكسائي ، فهن أولاء معي ، فقال : " ضعهن عنك " فوضعتهن وأبت أمهن إلا لزومهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " أتعجبون لرحمة من أم الأفراخ بفراخها " ؟ [ قالوا : نعم يا رسول الله قال : " فوالذي بعثني بالحق لله عز وجل أرحم بعباده من أم الأفراخ بفراخها ] ارجع بهن حتى تضعهن من حيث أخذتهن ، وأمهن معهن " فرجع بهن .


[ 6729 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمد بن موسى قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، حدثنا ابن أبي مريم ، حدثنا أبو غسان ، [ ص: 336 ] حدثني زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب أنه قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تبتغي إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألزقته ببطنها ، فأرضعته ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار " . فقلنا : لا ، والله وهي تقدر على أن لا تطرحه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله تعالى أرحم بعباده من هذه المرأة بولدها " .

رواه البخاري عن ابن أبي مريم .

ورواه مسلم عن ابن عسكر وغيره عن ابن أبي مريم .

وقد روي عن زيد بن أسلم مرسلا .

[ ص: 337 ] [ 6730 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله الصنعاني ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن زيد بن أسلم قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، فأخذ رجل فرخ طائر ، فجاء الطير فألقى نفسه في حجر الرجل مع فرخه ، فأخذه الرجل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عجبا لهذا الطائر جاء فألقى نفسه في أيديكم رحمة لولده ، فوالله لله أرحم بعبده المؤمن من هذا الطائر بفرخه " .

وهذا المرسل شاهد لما تقدم .

[ 6731 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا : حدثنا أبو العباس الأصم ، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، أخبرنا عبد الله بن أبي بكر ، حدثنا حميد ، عن أنس قال : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة وصبي على ظهر الطريق ، فخشيت أمه أن يوطأ الصبي فسعت ، وقالت : ابني ابني فاحتملت ابنها ، فقالوا : يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار! قال : " والله لا يلقي حبيبه في النار " .

التالي السابق


الخدمات العلمية